أن الله لا يترك أولاده يهلكون بل يسعى دائما لأجل خلاص الجميع!
وهذا هو أمر هام يجب أن يتحذر منه المؤمن في بداية طريقه الروحي
إذ يبدأ الشيطان أن يشككه في محبة الله له
وفي قبول المسيح له، وفي غفرانه لذنوبه...
والرب يحذرنا من هذا كما حذر بطرس وهو يسير على الماء قائلاً:
"يا قليل الإيمان لماذا شككت..." (متى 14 : 31)
كما يحارب الشيطان أيضاً بضعفات الحاضر وسقطاته
لكن المؤمن وإن سقط لا ينطرح لأن له طبيعة كارهة للخطية
حتى وإن جُرِبَ وسقط فهو يقوم من جديد ...
فالله كأب لا يترك أولاده ينطرحون، بل يعود ويسندهم في الطريق ضد شكوك العدو.
***
الرب يبحث عن شعبه!
ظهرت عناية الله بأولاده بصورة واضحة ومتكررة وبخاصة في حياة يعقوب.
فالله لا يترك أولاده ويتخلى عنهم أن بدرت منهم أخطاء
بل يؤدبهم بضيقات يسمح بها حتى ينزع منهم شرورهم.
ويعقوب بالرغم من ضعفاته ومكره كان مشتاقاً للبركة، عينه على السماء وعلى الله.
وكل من كان مثله لا يتركه الله بل يجذبه ويعتني به بالرغم من خطاياه. (تك 15:48)
ويستمر الله سامحاً له ببعض الألام حتى يتكمل. فهو كان معتمداً على مكره وذكائه.
ونجد الله قد سمح له بالألام حتى يتخلى عن هذا ويلقي كل رجاؤه وإعتماده على الله.
***
الرب يعين الجميع، يعضد اليتيم والارمله ينصف المظلوم يرشد كل تائه محتار.
الرب لا يترك عصا الخطاه تستقر على رؤوس الصديقين
حتى لا يمد الصديقين ايديهم الى الاثم.
من منا بلا شده وضيقه؟
من منا بلا هم وغم؟
بل ومن منا خالي من المشاكل؟
لكن من منا يثق في خالقه وجابله انه ينجي اولاده من الشرور
لذلك ثق انه في وقت الشر ينجيك الرب.
من منا يصبر ويحتمل فيكون صبره واحتماله بقدر محبته لله
وبقدر ثقته فيه فمن يصبر الى المنتهى يخلص.
ان الله لا يترك اولاده، نثق في ان الله لن يتركنا ولن ينسانا
فان تركنا ونسينا هو فمن سيهتم بنا من سيرعانا؟
من سيمسك بايدينا ليوصلنا الى بر الامان
ان لم ينصفنا هو فمن سينصفنا؟
لقد سفك دمه الغالي على الصليب من اجلنا
هل بعد كل هذا الثمن الغالي الذي دفعه فينا يتركنا وينسانا بهذه السهولة؟
لا، لا والف لااااااااا .....
لهذا ثقوا انه لن يتركنا، لن ينسانا، سوف يحمينا ويرعانا.
فكل ما علينا ان نتمسك به، نطلبه من كل قلوبنا، نصرخ اليه
من اعماقنا، فلن يتخلى عنا، بل سوف ينظر الى ضعفنا، الى عجزنا، الى جهلنا ...
لما لا ونحن اولاده وصنعة يديه!
† "تعرفون ألحق والحق يحرركم" †