موضوع: المجئ الثاني للمسيح الأحد يونيو 15, 2014 6:34 am
- المجئ الثاني للمسيح -
- جزء 1 -
تعتبر حقيقة مجيء الرب يسوع المسيح ثانية، عقيدة مسيحية سمحة، تسلّمتها الكنيسة المقدسة من الرب يسوع ذاته، فقد أوضحها له المجد لرسله الأطهار في مناسبات عديدة.
وغدت هذه العقيدة سبب عزاء للمؤمنين، في تحمّلهم الاضطهادات العنيفة في القرون الأولى للميلاد، ذلك أن هؤلاء المؤمنين وضعوا رجاءهم في المسيح يسوع الذي أحبّهم وفداهم بدمه الكريم، وأرسلهم إلى العالم لينشروا بشارته الإنجيلية ووعدهم بأن يكون معهم حتى انقضاء الدهر، وأنه ولئن غادرهم بالجسد إذ صعد إلى السماء فسيأتي ثانية ليأخذهم إليه ويكافئهم عن أتعابهم في خدمته.
وحيَّوا بعضهم بعضاً بالعبارة السريانية الآرامية التي يذكرها الرسول بولس في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس (16: 22) وهي «ماران أثا» أي الرب آت. وبهذه العبارة شجّع المؤمنون بعضهم بعضاً على تحمّل المشقات والاصطبار على الضيقات والاستمرار بالجهاد، فإن الرب آتٍ لا محالة ليجازي كل واحد حسب عمله (مت 16: 27).
julie المديرة العام
عدد المساهمات : 11235 تاريخ التسجيل : 03/06/2014
موضوع: رد: المجئ الثاني للمسيح الأحد يونيو 15, 2014 6:38 am
المجئ الاول كما وعد الرب
- جزء 2 -
المجيء الأول:
قال كاتب الرسالة إلى العبرانيين: «اللّه بعدما كلّم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة. كلّمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شيء الذي به أيضاً عمل العالمين»(عب 1: 1).
كان موضوع كلام اللّه مع أولئك الآباء والأنبياء، وعداً صادقاً بمجيء ابنه الحبيب ـ نسل المرأة ـ ليسحق رأس الحية الدهرية إبليس وينقذ البشرية من ربقة الخطية ويخلصها من الموت الأبدي.
وقد قطع اللّه هذا العهد مع أبوينا الأولين آدم وحواء أولاً ثم مع بقية الآباء الصالحين، والأنبياء الصادقين مروراً بابراهيم واسحق ويعقوب، وعبوراً بأشعيا ودانيال وملاخي وسمعان الشيخ. ولم يتمكّن أحد من أولئك الآباء والأنبياء أن يوصل الفترة الزمنية ما بين إعطاء الوعد وإتمامه. فماتوا جميعاً، ويقول فيهم الكتاب المقدس: «في الإيمان مات هؤلاء أجمعون ولم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدّقوها وحيَّوها وأقرّوا بأنّهم غرباء ونزلاء على الأرض» (عب 11: 13) وفي ملء الزمن أرسل اللّه ابنه فتجسّد. وبتجسّده أكمل النبوات التي قيلت عنه قبل تجسّده بقرون عديدة وفدى البشرية بموته على الصليب ودفنه وقيامته في اليوم الثالث ممجداً.
وبعد قيامته بأربعين يوماً، أخذ تلاميذه إلى جبل الزيتون القريب من بيت عنيا «وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأصعد إلى السماء» (لو 24: 51). كان قد أشار إلى صعوده بقوله لتلاميذه: «ليس أحد صعد إلى السماء إلاّ الذي نزل من السماء ابن الإنسان الذي في السماء»(يو 3: 13) وقال في كفرناحوم «أهذا يعثركم فكيف إذا رأيتم ابن البشر صاعداً إلى حيث كان أولاً»(يو 6: 62) كما صرّح أيضاً لتلاميذه عن صعوده إلى السماء ليعد لهم مكاناً (يو 14: 1 ـ 3). وقد قام من القبر بجسده الذي أخذه من العذراء مريم والذي فيه صلب ومات ودفن في القبر الجديد وقد تمجّد هذا الجسد بقوته الإلهية فقام من القبر ممجداً، وهذا الجسد الممجَّد المتّحد بالنفس البشرية هو ذاته صعد إلى السماء وجلس عن يمين الإله الآب،
ولا غرو فقد وصفه الرسول بولس بقوله «وبالإجماع عظيم هو سر التقوى، اللّه ظهر في الجسد، تبرّر في الروح تراءى لملائكة كُرز به بين الأمم، أُومِن به في العالم رُفع في المجد»( 1تي 3: 16)
فقد صعد «فوق جميع السموات» (أف 4: 10) وهو الآن في يمين اللّه إذ قد مضى إلى السماء وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له (1بط 3: 22). أي أعطاه الآب السلطة المطلقة على الكائنات، وأخضع أعداءه لسلطانه.
julie المديرة العام
عدد المساهمات : 11235 تاريخ التسجيل : 03/06/2014
موضوع: رد: المجئ الثاني للمسيح الأحد يونيو 15, 2014 6:40 am
المجئ الثاني
- جزء 3 -
يصف البشير لوقا حادث صعود الرب إلى السماء بقوله: «وأخرجهم (أي رسله الأحد عشر) خارجاً إلى بيت عنيا. ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم انفرد عنهم وأُصعد إلى السماء»
«وهم ينظرون. وأخذته سحابة عن أعينهم. وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيض، وقالا أيها الرجال الجليليّون ما بالكم واقفين تنظرون إلى السماء. إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء سيأتي هكذا كما رأيتموه منطلقاً إلى السماء» (أع 1: 9 ـ 11) «فسجدوا له ورجعوا إلىأورشليم بفرح عظيم» (لو 24: 52). كانت الدواعي الموجبة لفرح الرسل حينئذ بشارة الملاكين بعودة الرب يسوع ثانية إلى العالم.
julie المديرة العام
عدد المساهمات : 11235 تاريخ التسجيل : 03/06/2014
موضوع: رد: المجئ الثاني للمسيح الأحد يونيو 15, 2014 6:45 am
المجئ الثاني
- جزء 4 -
قبل صلب الرب يسوع وموته بثلاثة أيام، كان له المجد، خارجاً من الهيكل وتلاميذه حوله، وكانت أعمال ترميم الهيكل وتزيينه قائمة على قدم وساق، وسحرت عقول التلاميذ
بهذه الزينة البديعة والحجارة الحسنة والتحف الثمينة، فلفتوا انتباه الرب إلى ذلك، فقال لهم: «هذه التي ترونها ستأتي أيام لا يترك فيها حجر على حجر لا ينقض» (لو 21: 5و6 ومت 24: 2) فاضطربت قلوبهم، وكادوا يهلكون هلعاً وجزعاً ذلك أنهم كانوا قد توارثوا عن آبائهم خرافة مآلها أن مصير العالم متعلّق بمصير الهيكل.
وصعد بهم الرب بعدئذ إلى جبل الزيتون، وفيما هو جالس، وكان الهيكل يُرى من بعيد بجماله الفتّان الذي خلب الألباب، فتقدّم إليه أربعة من الرسل هم بطرس ويوحنا ويعقوب وأندراوس، وسألوه قائلين: «قل لنا متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر؟ فأجابهم يسوع وقال لهم انظروا لا يضلّكم أحد. فإن كثيرين سيأتون باسمي قائلين أنا هو المسيح ويُضلّون كثيرين. وسوف تسمعون بحروب وأخبار حروب. انظروا لا ترتاعوا. لأنه لا بدّ أن تكون هذه كلها ولكن ليس المنتهى بعد.
لأنه تقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة، وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن ولكن هذه كلّها مبتدأ الأوجاع. حينئذ يسلمونكم إلى ضيق ويقتلونكم وتكونون مبغضين من جميع الأمم لأجل اسمي وحينئذ يعثر كثيرون ويسلمون بعضهم بعضاً ويبغضون بعضهم بعضاً. ويقوم أنبياء كذبة كثيرون ويضلّون كثيرين ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين. ولكن الذي يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص. ويكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الأمم. ثم يأتي المنتهى.
فمتى نظرتم رجسة الخراب التي قال عنها دانيال النبي قائمة في المكان المقدس. فحينئذ ليهرب الذين في اليهودية إلى الجبال. والذي على السطح فلا ينزل ليأخذ من بيته شيئاً. والذي في الحقل فلا يرجع إلى ورائه ليأخذ ثيابه. وويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام. وصلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت. لأنه يكون حينئذ ضيق عظيم لم يكن مثله منذ ابتداء العالم ولن يكون. ولو لم تقصَّر تلك الأيام لم يخلص جسد. ولكن لأجل المختارين تقصر تلك الأيام. حينئذ إن قال أحد هوذا المسيح هنا أو هناك فلا تصدّقوا. لأنه سيقوم مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويعطون آيات عظيمة وعجائب حتى يُضلّوا لو أمكن المختارين أيضاً. ها أنا قد سبقت وأخبرتكم، فإن قالوا لكم ها هو في البرية فلا تخرجوا. ها هو في المخادع فلا تصدّقوا. لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب هكذا يكون أيضاً مجيء ابن الإنسان. لأنه حيثما تكن الجثة فهناك تجتمع النسور.
وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع. وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء. وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير. فيرسل ملائكته ببوق عظيم الصوت فيجمعون مختاريه من الأربع الرياح من أقصاء السموات إلى أقصائها...» (مت 24: 3 ـ 31).
يدلي الرب بهذه الكلمات ببيانات مهمة ويعلن نبوات صادقة متناولاً بالدرس حادثتين: الأولى هي حادثة خراب الهيكل، والثانية حادثة مجيء الرب ثانية ونهاية العالم.
julie المديرة العام
عدد المساهمات : 11235 تاريخ التسجيل : 03/06/2014
موضوع: رد: المجئ الثاني للمسيح الأحد يونيو 15, 2014 6:50 am
المجئ الثاني
- جزء 5 -
خراب الهيكل والمدينة المقدسة: وقد تمّت نبوات الرب عن الهيكل بحذافيرها بعد أن أدلى بها بأربعين عاماً. ذلك أن اليهود كانوا يظنون أن المسيح الذي سيظهر لهم يكون زمنياً دنيوياً يخلصهم من استعمار الرومان، فلم يؤمنوا بالرب يسوع ـ الذي مملكته ليست من هذا العالم ـ وقام لهم بحسب نبوة الرب يسوع مسحاء كذبة وأنبياء أدعياء دجّالون.
وتوالت الثورات وكثرت الاضطرابات التي أفرغت صبر الامبراطور الروماني، فأرسل إلى المدينة المقدسة حملة قوية مؤلفة من ثلاثين ألف محارب يقودها تيطس. فلما طلب تيطس من رؤساء اليهود التسليم رفضوا فبدأ بالهجوم، وحاصر المدينة المقدسة وأحاطها بسور جديد فأهلك بذلك سكّانها جوعاً، وكانت المجاعة كبرى وفاضحة بحيث جعلت الأمهات يبعن أولادهن للذبح وأكلت بعضهن أولادهن في جنون الجوع. وبعد حرب دامية دامت سبعة أشهر دخل تيطس إلى المدينة وكان حريصاً على بقاء الهيكل كأثر ثمين بفخامة بنائه وشهرته التاريخية.
لكن أحد أفراد جيشه واسمه (ترنتيوس روفس) عصى أمر مولاه وأضرم النار في الهيكل فلما رآه تيطس خراباً أمر بإكمال تخريبه بنقض حجارته بعضها عن بعض وفلاحة ساحته لمحو أثره، كما خربت المدينة أيضاً بسكانها. وتمّت بذلك نبوة إرميا القائل «إن صهيون تُفلح كحقل وتصير أورشليم خِرَباً وجبل البيت شوامخ وعر»(أر 26: 18) وقول الرب عن المدينة: «يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها.. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً.. لأني أقول لكم إنكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب»( مت 23: 37 ـ 39).
وقوله له المجد عن الهيكل وحجارته «هذه التي ترونها ستأتي أيام لا يترك فيها حجر على حجر لا ينقض»(لو 21: 6 ومت 24: 2).
وقد فصل أخبار حادثة خراب الهيكل، وخراب المدينة، المؤرخ اليهودي يوسيفوس الذي شاهد ذلك بأم عينه وهو لئن كان عدواً للمسيحية ولكنه خدم المسيحية من حيث لا يدري لأنه أثبت صحة نبوة السيد المسيح.
أما المسيحيون فبناء على نبوة الرب وشرحه العلامات التي تحدث قبل خراب المدينة والهيكل خاصة وجود رجسة الخراب أي النسر الروماني وتمثاله في المحل المقدس، أي في الهيكل، وبناء على أمر الرب بقوله: «ولما تحدث هذه الأمور فالذي في اليهودية فليهرب إلى الجبال والذي على السطح لا ينزل إلى البيت ولا يدخل ليأخذ من البيت شيئاً والذي في الحقل لا يرجع إلى الوراء ليأخذ ثوبه.. ويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام، وصلّوا لكي لا يكون هربكم في شتاء ولا في سبت..» (مت 24: 16 ـ 20)
فأتباع الرب، قبل حصار المدينة هربوا إلى بلدة وثنية يقال لها فلَّة (بلاّ) بقرب ضفة الأردن اليسرى وتخلّصوا من الهلاك. أما وصية الرب: «أن يصلوا لئلا يكون هروبهم في شتاء أو في سبت» فذلك أن السفر في الشتاء صعب في تلك الأيام. أما السبت فلأن شريعة الفريسيين كانت تحرّم على اليهود أن يمشوا يوم السبت أكثر من ألفي خطوة فهربهم في ذلك اليوم كان من شأنه أن يزيد على هول الموقف خوفهم من التورّط بالخطية وهم على قاب أو أدنى من الموت.
أما عن المجيء الثاني ونهاية العالم القائم الآن، فسيسبق ذلك أيضاً ما سبق خراب الهيكل والمدينة المقدسة من ضيقات ومجاعات وزلازل واضطرابات في أماكن عديدة من العالم. وتقوم أمة على أمة ومملكة على مملكة «ولكن ليس المنتهى بعد». وسيسلم الأخ أخاه للموت والأب ابنه... وسيكون أتباع الرب مبغضين من الناس من أجل اسمه
julie المديرة العام
عدد المساهمات : 11235 تاريخ التسجيل : 03/06/2014
موضوع: رد: المجئ الثاني للمسيح الأحد يونيو 15, 2014 6:52 am
المجئ الثاني
- جزء 6 -
المسيح الدجَّال:
كما سيظهر الأنبياء الكذبة كقول الرب بنبوته: «سيأتي مسحاء كذبة وأنبياء كذبة ويأتون الآيات والعجائب فلا تصدّقوهم»(مت 24: 24)
وآخر هؤلاء الأنبياء الكذبة سيظهر المسيح الدجال الذي سيخدع الكثيرين بمعجزاته الشيطانية، ويقول فيه الرسول بولس «الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قواه وبآيات وعجائب كاذبة، وبكل خديعة الإثم في الهالكين لأنهم لم يقبلوا محبة الحق حتى يخلصوا. لأجل هذا سيرسل اللّه إليهم عمل الضلال حتى يصدٌقوا الكذب لكي يدان جميع الذين لم يصدقوا الحق بل سرّوا بالإثم»(2تس 2: 9 ـ 12). والمسيح الدجال هذا هو المقاوم الذي يتعجرف متكبّراً على الإله «حتى أنه يجلس في هيكل اللّه كإله، مظهراً نفسه أنه إله» (2تس 2: 4).
«ويعطي روحاً لصورة الوحش حتى تتكلّم صورة الوحش ويجعل الذي لا يسجدون لصورة الوحش يقتلون» (رؤ 13: 15). مت 24: 31و32). رؤ 11: 11و12)
julie المديرة العام
عدد المساهمات : 11235 تاريخ التسجيل : 03/06/2014
موضوع: رد: المجئ الثاني للمسيح الأحد يونيو 15, 2014 7:00 am
مجئ الرب الثاني
- جزء 7 -
ظهور الرب فجاة
ويوصينا الرب ألاّ نفتش عنه في البراري والقفار «لأنه كما أن البرق يخرج من المشارق ويظهر إلى المغارب هكذا يكون أيضاً مجيء ابن الإنسان. لأنه حيثما تكون الجثة فهناك تجتمع النسور.
وللوقت بعد ضيق تلك الأيام تظلم الشمس، والقمر لا يعطي ضوءه والنجوم تسقط من السماء وقوات السموات تتزعزع، وحينئذ تظهر علامة ابن الإنسان في السماء وحينئذ تنوح جميع قبائل الأرض. ويبصرون ابن الإنسان آتياً على سحاب السماء بقوة ومجد كثير»(مت 24: 28 ـ 30).
فتزعزع قوات السماء يفقدها توازنها، وإذا فقد التوازن بين الأجرام السماوية تزول قوة الجاذبية فيها فتتساقط، وكما يقول الرسول بطرس: «ولكن سيأتي كلص في الليل يوم الرب الذي فيه تزول السموات بضجيج وتنحل العناصر محترقة وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها. فبما أن هذه كلّها تنحلّ أي أناس يجب أن تكونوا أنتم في سيرة مقدسة وتقوى. منتظرين وطالبين سرعة مجيء يوم الرب الذي به تنحلّ السموات ملتهبة والعناصر محترقة تذوب. ولكننا بحسب وعده ننتظر سموات جديدة وأرضاً جديدة يسكن فيها البر»(2بط 3: 10 ـ 13).
وسيأتي الرب يسوع على متن السحب كما رآه التلاميذ صاعداً إلى السماء حيث أخفته سحابة منيرة عن عيونهم. والسحابة علامة للظهور الإلهي فمن السحابة كلم اللّه موسى وسحابة ملأت هيكل سليمان وسحابة ظلّلت يسوع على جبل التجلّي. حينئذ يسمع الأموات صوت ابن اللّه فيخرج الذين عملوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة (يو 5: 29) «حينئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت إلى غلبة.
أين شوكتك يا موت؟ أين غلبتك يا هاوية؟» (1كو 15: 54و55) وفي هذه اللحظة يختطف الأبرار المُقامون من الأموات وكذلك الأحياء المتغيرون يُخطفون جميعاً مع الرب أيضاً في السحب وسيصعد هذا الموكب العظيم إلى السماء بقيادة الرب يسوع الذي كتب عنه أنه «آت بأبناء كثيرين إلى المجد»(عب 2: 10) وسيقول «ها أنا والأولاد الذين أعطانيهم اللّه»(عب 20: 13) ويقول للآب : «الذين أعطيتني حفظتهم ولم يهلك منهم أحد»(يو 17: 12)
julie المديرة العام
عدد المساهمات : 11235 تاريخ التسجيل : 03/06/2014
موضوع: رد: المجئ الثاني للمسيح الأحد يونيو 15, 2014 7:04 am
المجئ الثاني
-جزء 8 والاخير -
------ المنتهئ ------
ويتبع المجيء الثاني المنتهى. هذا ما نفهمه من نص سؤال الرسل للرب يسوع «قل لنا متى يكون هذا وما هي علامة مجيئك وانقضاء الدهر»(مت 24: 3) فيتبع مجيء السيد المسيح ثانية منتهى الدهر، أي نهاية العالم القائم (1كو 15: 24) وهذه النهاية هي انقضاء ملك المسيح كفادٍ للعالم، ونهاية كل شيء بحسب تعبير الرسول بطرس (1بط 4: 7).
القيامة العامة الواحدة:
يخبرنا الكتاب المقدس بأن الأموات سيقومون جميعاً في منتهى الدهر أي أن نفوسهم ستتّحد بأجسامهم وهذه القيامة هي القيامة العامة الواحدة الوحيدة التي لا ثانية لها. وهي قيامة الأموات كافة: الأبرار فيهم والأشرار. على حد قول الرسول بولس «ولي رجاء باللّه في ما هم أيضاً ينتظرون أنه سوف تكون قيامة للأموات الأبرار والأثمة»(أع 24: 15) ويقول صاحب الرؤيا عن الرب يسوع: «هوذا يأتي مع السحاب وستنظره كل عين والذين طعنوه، وينوح عليه جميع قبائل الأرض»(رؤ 1: 7). فإذ ستنظره كل عين حتى عيون الذين طعنوه لا بدّ من أن تكون القيامة شاملة جميع الناس بجميع طبقاتهم واتجاهاتهم الصالحين والطالحين وهذا واضح أيضاً من قول الرب يسوع القائل:
«لا تتعجّبوا من هذا فإنه تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور صوته فيخرج الذين عملوا الصالحات إلى قيامة الحياة والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة»(يو 5: 29) ولا يسبق الأحياء الأموات في القيامة العامة، على حد قول الرسول بولس: «فإننا نقول لكم هذا بكلمة الرب إننا نحن الأحياء الباقين إلى مجيء الرب لا نسبق الراقدين. لأن الرب نفسه بهتاف، بصوت رئيس الملائكة وبوق اللّه ينزل من السماء والأموات في المسيح سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين سنخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب» ( 1تس 4: 15 ـ 17).
فبقول الرسول «الأموات في المسيح سيقومون أولاً»(1تس 4: 16) لا يعني أنه توجد قيامتان الأولى للأموات والثانية للأحياء. فلا يوجد إلا قيامة واحدة عامة، لا يسبق فيها الأحياء الأموات، بل الأموات في المسيح يقومون أولاً ثم يخطفون مع الأحياء لملاقاة الرب في الهواء أما قول الرسول بولس «لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبّهاً بموته. لعلي أبلغ إلى قيامة الأموات. وليس أني قد نلت أو صرت كاملاً ولكني أسعى لعلي أدرك الذي لأجله أدركني أيضاً المسيح يسوع»(في 3: 11و12). فالرسول يعني «بقيامة الأموات» قيامة من الموت الأدبي، فالتعبير مجازي ولا غرو فقد استعمل الرب يسوع هذا التعبير ذاته عن قيامة الإنسان مع الموت الأدبي بقوله: «الحق الحق أقول لكم أنه تأتي ساعة وهي الآن حين يسمع الأموات صوت ابن اللّه والسامعون يحيون»(يو 5: 25). اين انت من كل هذا
سعاد الادارة العامة
عدد المساهمات : 17886 تاريخ التسجيل : 10/01/2014 الموقع : لبنان
موضوع: رد: المجئ الثاني للمسيح الأحد أغسطس 03, 2014 7:42 pm
نةن
julie المديرة العام
عدد المساهمات : 11235 تاريخ التسجيل : 03/06/2014
موضوع: رد: المجئ الثاني للمسيح الإثنين أغسطس 04, 2014 12:29 pm