وعن مجيئه الثاني قال السيد المسيح نفسه:
"ومتى جاء ابن الإنسان في مجده وجميع الملائكة القديسين معه، فحينئذ يجلس على كرسي مجده.
ويجتمع أمامه جميع الشعوب. فيميّز بعضهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء. فيُقيم
الخراف عن يمينه والجداء عن اليسار.
ثم يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مباركي أبي رثوا الملكوت المعد لكم منذ تأسيس العالم.. ثم
يقول أيضًا للذين عن اليسار: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدَّة لإبليس وملائكته، لأني
جعت فلم تطعموني، عطشت فم تَسقوني. كنت غريبًا فلم تأووني، عريانًا فلم تكسوني، مريضًا
ومحبوسًا فلم تزوروني ...
الحق أقول لكم بما أنكم لم تفعلوه بأحد هؤلاء الأصاغر فبي لم تفعلوا. فيمضي هؤلاء إلى عذاب أبدي
والأبرار إلى حياة أبدية" (مت25: 31 –46).
*****
رسالة القديس بولس الثانية إلى أهل تسالونيقي (12-1:2)
يا إخوتي، أما في ما يختص بمجيء ربنا يسوع المسيح، وبٱجتماعنا لديه، فنسألكم، أيها الإخوة ألا
تتسرعوا فتتزعزعوا عن صوابكم، ولا ترتعبوا لا من نبوءة، ولا من كلمة، ولا من رسالة كأنها منا،
لكأن يوم الرب قد حضر.
فلا يخدعنكم أحد بوجه من الوجوه، لأن ذلك اليوم لا يأتي إذا لم يأت الجحود أولا، ويظهر إنسان ٱلإثم،
إبن الهلاك، ألمتمرد المتشامخ على كل من يدعى إلها أو معبودا، حتى إنه يجلس في قدس هيكل الله،
مظهرا نفسه إنه الله.
ألا تتذكرون أني، لما كنت عندكم، كنت أقول لكم هذا؟
والآن فأنتم تعلمون ما يعوقه، إلى أن يظهر في وقته.
إن سر الإثم قد بدأ يعمل في الخفاء، إلى أن يرفع من الوسط ذلك الذي يعوق الآن ظهوره.
وعندئذ يظهر الأثيم، فيزيله الرب يسوع بنفخة فمه، ويبطله بشروق مجيئه.
ويكون مجيء الأثيم، بعمل الشيطان، مصحوبا بكل قوة، وبآيات ومعجزات كاذبة، وبكل خدع الباطل
للذين يهلكون، لأنهم لم يقبلوا محبة الحق فيخلصوا.
ولذلك يرسل الله إليهم عمل ضلال ليصدقوا الكذب،
حتى يدان جميع الذين ما آمنوا بالحق، بل ٱرتضوا بالباطل.