جميع القديسين في السماء ، يستمدّون قداستهم من يسوع المسيح ""
الانسان القدّيس في أغلب الأوقات ، لا يختلف عن أي إنسانٍ آخر نعرفه ؟
لأنه لم يولد بالأساس مُحتوياً أنوار القداسة .
فمعظم القديسين عاشوا حياة عادية ، بل وأخطأ مُعظمهم ....
فعاشوا دروب الخطيئة المُخزية ؛ لكنهم استفاقوا على حقيقة موتٍ أبديّ آتٍ ، فلجأوا الى التطهير بدم يسوع المسيح ، مؤمنين ، مُعترفين بخطاياهم تائبين....
" إن إعترفنا بخطايانا فهو أمين و عادل حتي يغفر لنا" (1يو 1: 8-9) ، لذلك عندما نأخذ من القديسين حياتهم ، ونقتدي ونتشبه بسيرتهم ، نكون بالحقيقة نلجأ الى المسيح ، ونأخذ انعكاس نوره لنا .
إذاً ، فالمؤمنون بالمسيح يسوع هم قديسون ، على الارض كانوا أم في السماء :
"" وأما أنتم فجنسٌ مُختارٌ وكهنوتٌ ملوكيٌّ، أمة مقدسة، شعبُ اقتناء ، لكي تخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة إلى نوره العجيب ، الذين قبلاً لم تكونوا شعباً ، وأما الآن فأنتم شعبُ الله ، ألذين كنتم غير مرحومين ، وأما الآن فمرحومون "".(1 بط 2 : 9 – 10) ... .
وإن قُلنا قديسين ، فإننا لا ننتقص من قداسة الرب يسوع المسيح ، لأنهم دخلوا جميعهم في قداسة الرب يسوع ، ويستمدون مجدهم من مجده ، وينعكس مجده في حياة كل مؤمن صادقٍ مُخلص :
فمجدُ القديسين جميعاً ، هو مجدٌ للرب يسوع المسيح ؛ وهو مجد التبرير والقيامة من موت الخطيئة ، ومجد التبني بيسوع المسيح ربنا .
""وبما أَنكُم أَبناءٌ، أَرسل الله رُوح ابنه إِلى قُلوبكُم صارخاً: يا أَبَا الآب"" (غلاطية 4: 6) :
لذالك ، فأن المسيح نفسه يُسقط نور القداسة على أحبائه ،إذ هو وحده الواهب للنور في الدنيا ، وهم يشتركون بقداسة المسيح .
هم شركاؤنا في محبة المسيح ، لأننا أصبحنا في المسيح يسوع شركاء الطبيعة الإلهية ، لأننا جميعنا جسد الرب...
"" أنتم هيكل الله الحي كما قال الله إني سأسكن فيهم وأسير فيما بينهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً "" (2 كو 6: 16) ،
لذلك فنحن تجلّي مجد الرب يسوع للكون . فما من اختلاف بين المسيح واتباعه واحبائه في السماء وعلى الأرض ، ونحن نتجلى بالقداسة لأن كلمة الرب ساكنة فينا ،ونحن مُلتصقون به شأن انعاكسة نوره التي حلّت فينا ......
آمين[/size]