جميع الأحزان التي تبقى داخل نفوسكم وتجلب لكم القلق,
يمكنها أن تصبح دافعاً لكم نحو عبادة الله, فتتوقف عن تعذيبكم.
لتكن لديكم ثقة بالله, وعندئذٍ لن تهتمّوا بشيء, فتصبحون آلات بين يديه.
يشير الإنزعاج إلى أننا لا نودع حياتنا بثقة لدى المسيح, ألا يقول الرسول بولس أيضاً:
"نتضايق في كل شيء ولكن لا ننحصر"(2كو8:4).
عليكم أن تواجهوا كل شيء بمحبة و خير و وداعة و صبر و تواضع. كونوا
صخوراً يتحطم عليها كل شيء, ويعود أدراجه كالأمواج,
وابقوا أنتم عديمي الإضطراب. ولكنكم ستقولون:"وهل هذا ممكن؟".
نعم, ممكن, ولكن بدل أن تؤثر الأمور فيكم بشكل سيء, من الممكن أن تنفعكم
و تثبتكم في الصبر والإيمان. لأن كل المعوقات المحيطة والصعوبات هي رياضات تدريبية لنا,
فنحن نتدرب على الصبر والتحمّل. اسمعوا مثالاً:
جاءني أحدهم مرة متذمراً, وحدثني عن مشاكله مع زوجته, و دار بيننا هذا النقاش:
_ألهذه الدرجة أنت إنسان غبي؟
_وهل ما أقوله لك حماقات؟
_إنها حماقات كبيرة, فزوجتك تحبك كثيراً
_نعم, ولكنها تفعل معي كذا وكذا . . .
_إنها تفعل معك هذا كي تقدّسك, أما أنت فلا يتوقف عقلك, و بدل أن تتقدّس,
تغضب وتشعر بالجحيم.
و لكنه لو تمتع بالصبر و التواضع, لما أضاع عليه فرصة القداسة
الصبر, أمر عظيم, هو فضيلة كبيرة. قال المسيح:
"إذا لم تتمتَّعوا بالصبر فسوف تخسرون نفوسكم, ولكي تربحوها عليكم بالصبر"
الصبر هو محبة, وبدون محبة لا يمكنك أن تتمتع بالصبر.
ولكنه أيضاً موضوع إيمان, ففي الواقع نحن قليلو الإيمان,
لأننا لا نعلم كيف يحرّرنا الله من الصعوبات و الضيقات.
تضرعوا إلى السيدة العذراء هكذا:
"حوّلي الآن النحيب إلى فرح,
و النوح إلى مسرّة,
و الحزن إلى سرور و بهجة,
يا والدة الإله الفائقة البركات".