حدث أنه قبل عدة سنوات التقيت بناسك في جبل آثوس,
يعيش في البرية بمفرده, سألته:
" أبتِ, ألا تخشى العيش وحدك هنا",
أجابني أنه لا يشعر بالوحدة أبداً لأنه يصلي بلا انقطاع.
كان ممتلئاً بالحضور الحيّ لحبّ الله.
تابع الأب مكسيموس قائلاً:
تمنحك الصلاة الدائمة هذا الحسّ العميق بالمؤانسة.
تمنحُك احساس تواصل,
حتى إنك لا تعود تكترث إن تحدث أحدهم معك أو إن عشتَ في عالم مُعادٍ.
صدّقني, كلُّ احساس بأنك معزول, وغير محبوبٍ وغيرُ مرغوبٍ بك,
ومحسودٌ, يختفي بقوّة الصلاة غير المنقطعة. لا يوجد دواءٌ أنجع منها.
تبدأ تواصُلك مع المسيح الحيّ الساكنِ في أعماقِ نفسِك. في الحقيقة,
هذه هي إحدى الظواهر الأولى التي تًستعلن لمن يصلي بلا انقطاع.
_لكنه لأمرٌ عسيرٌ لمن يعيش في العالم أن يسبرَ غورَ شيءٍ كهذا!
أصرّ الأب مكسيموس:"لكن كما أخبرتك من قبل,
الأمر بسيطاً جداً, إملأ وقتَ فراغك بالصلاة".
_قلتُ نصف ممازحٍ:"ليسَ لديَّ وقتُ فراغ".
_"ألا تقود سيارتك؟ أثناء قيادتك, لا يسعك أن تقرأ أو أن تحلَّ أحاجي حسابية
, استفد من هذا الوقت لتردّد صلاة يسوع.
أو إن كنت تطبخ أو تمسح الأرض أو تنتظر وصول حافلة النقل العام, أُتلُ الصلاة.
إذا اعتدتَ على ملءِ أوقات الفراغ هذه, بصلاة يسوع,
ستختبر ثماراً رائعةً في قلبك, صدّقني إنها حقاً رائعة.
_علَّقت قائلاً:" أفترضُ أنها وسيلةٌ لكبحِ الأفكار".
_ولكنها أكثر من ذلك, اسم المسيح نفسُه له القوّة.
إنه يجلبُ الهدوءَ إلى النفس".