الإيمان ومعمودية الأطفال
مادامت المعمودية لازمة للخلاص، ..
وما دامت فاعلية المعمودية من الخطورة
بحيث لا يستغنى عنها الإنسان..
لذلك كان من المهم أن لا نمنع الخلاص عن الأطفال،
ولا نمنع عنهم بركات المعمودية وفاعليتها..
اعتراض
يقولون إن الإيمان شرط للمعمودية،
والأطفال لم يصلوا إلى وعى الإيمان لذلك لا يمكن تعميدهم.
وأصحاب هذا الرأي لا يوافقون كلية على معمودية الأطفال.
وهناك رأى يقول بمعموديتهم،
على أن يعلنوا إيمانهم حينما يكبرون،
وحينما تتفجر فيهم فاعلية المعمودية..
الرد على الاعتراض
1 لابد أن نعمد الأطفال من أجل خلاصهم.
لأننا لو تركناهم بدون معمودية وبدون إيمان،
فمعنى ذلك هلاكهم..
ومن الذي يقبل على نفسه هلاك كل أطفال العالم..
2 السيد المسيح أبدى اهتماما خاصا بالأطفال.
وقال: (إن لم ترجعوا وتصيروا مثل الأولاد فلن تدخلوا ملكوت الله)
(مت 18: 3) وقد احتضن الأطفال وباركهم. وقال:
(دعوا الأولاد يأتون إلى ولا تمنعوهم، لأن لمثل هؤلاء ملكوت الله. .
الحق أقول لكم: من لا يقبل ملكوت الله مثل ولد، فلن يدخله)
(مر 10: 14-16).
إذن فهم يقبلون الملكوت بطريقة يعوزنا محاكاتها. فكيف؟
3 الطفل ليست لديه أية شكوك ضد الإيمان،
ولا أية مقاومة له.
والله لا يطالبه بوعي يناسب الكبار.
4 وهو يحتاج أن يتربى في الإيمان، داخل الكنيسة،
وينمو في هذا الإيمان فنحن نعمده لنعطيه أيضًا هذه الفرصة،
ولا نحرمه من كل وسائط النعمة التي تساعده في الطريق الروحى،
وإلا نكون كمن يجنى عليه.
كما لا نضع كل أمور الإيمان داخل مقياس العقلانية.
5 والطفل ليس محتاجًا أن يعلن إيمانه يبلغ الرشد،
أو يبلغ الثانية عشرة كما يقول البعض،
فهو يعلن إيمانه باستمرار في كل مراحل
طفولته الناطقة، حسب قدرة سنه.
ويتساوى مع الطفل كل (البسطاء) من الناس،
الذين لم يدخلوا في نطاق العقلانية التي تدرك بالذهن أشياء كثيرة.
ولكن ربما لهم الروح الذي يفحص كل شيء حتى أعماق الله (1كو 2: 10).
6 أما من جهة قواعد الإيمان المعروفة، فنحن نعمده على إيمان والديه.
والاعتماد على إيمان الوالدين في أمور عديدة،
أمر مألوف في الكتاب المقدس.
ومن أمثلته: الختان، وخلاص الأبكار بدم الخروف،
وخلاص الأطفال بعبور البحر.. إلخ.
7 أما قولهم عن تفجير مفاعيل المعمودية في سن معينة:
فإننا نقول: (ما هي هذه المفاعيل)؟
وما الذي تحتاجه أو يحتاجه بعضها إلى أن يتفجر في سن معينة.
كون المعمودية موتًا مع المسيح وقيامة معه، أمر لا يحتاج إلى سن،
فهو في صميم عمل المعمودية كصبغة. وفاعلية المعمودية من حيث الميلاد الثاني،
وغسل المعمد من الخطية الأصلية والخطايا السابقة للمعمودية..
كل هذا لا يحتاج إلى سن معينة يتفجر فيها. فهو يصير أبنا لله،
وتفر له خطاياه، وينال التبرير والتجديد في نفس وقت عماده.
وكذلك يموت الإنسان العتيق، ويولد إنسان جديد، ولكنه حر..
ويلبس المسيح (غل 3: 27).
إن وجد شيء آخر (تتفجر فيه مفاعيل المعمودية)
فلعله أمر يتساوى فيه الكبير والصغير..
8 أما الرأي الذي يقول بخلاص الأطفال بدون معمودية،
فهو رأى ضد تعليم الكتاب المقدس في الفداء والكفارة
وأهمية دم المسيح للخلاص.. ولا يجد تأييدًا من أحد..
9 الكنيسة كانت تعمد الأطفال منذ البداية، من عصر الرسل،
كما يتضح من عماد عائلات بأكملها، كبارا وصغارا،
كما قيل في عماد سجان فيلبي: (والذين له أجمعين) (أع 16: 33)
وعماد ليديا بائعة الارجوان (هي وأهل بيتها) (أع 16: 15)
ومن غير المعقول أن كل هؤلاء وأمثالهم لم يكن بينهم أطفال.