سنكسار القديسين الشهيدين بيانور وسلوانس (القرن 4م)
أصل القديس بيانور من بيسيديا. مثل، بسبب إيمانه، أمام حاكم أفروديسيا في إيصافريا، المدعو سفريانوس. ضُرب وتعرض للدع الحديد المحمى ثم بترت أذناه وقُلعت أسنانه. أحد الوثنيين، سلوانس بالاسم، صعقه المشهد وأكبر شجاعة الرجل فأمن بالمسيح. وما إن اعترف بيسوع حتى جرى قلع لسانه ورأسه. أما بيانور فاستمر الجلادون يعذبونه إلى أن قطعوا رأسه.
سنكسار القديس الشهيد يوسف الدمشقي
[rtl](+1860م)[/rtl]
هويّتُهُ:
هو الأب يوسف بن جرجس موسى بن مهنا الحدّاد المعروف، اختصاراً، باسم الخوري يوسف مهنّا الحدّاد. وهو بيروتي الأصل، دمشقي الموطن، أرثوذكسي المذهب.
ولادتُهُ ونشأتُهُ:
وُلد في دمشق خلال شهر أيار من العام 1793م لعائلة فقيرة تقية. تلقّى بعض التعليم فألمّ باللغة العربية وقليل من اليونانية. انقطع عن التعليم لأنه لم يكن في طاقة أبيه أن يكمل له تعليمه. صار يعمل في نسج الحرير. ولم يطفئ العوز وشغل اليد شوقه إلى العلم والمعرفة. كان لا بدّ له أن يجد حلاً. فكان الحل العمل اليدوي في النهار والدرس ليلاً.
درس يوسف على يد علامة عصره الشيخ محمد العطار الدمشقي فأخذ عنه العربية والمناظرة والمنطق والعلوم العقلية.
تزوّج يوسف وهو في سن التاسعة عشرة بناءً على إصرار والديه.
يوسف كاهناً:
بعدما شاع ذكر يوسف بين رعيّة دمشق التي، فطنت له. فرغبوا إلى البطريرك سيرافيم (1813-1823) أن يجعله راعياً لهم، وكان هو أيضاً يكنُّ له اعتباراً طيباً، فسامه شماساً فكاهناً، في خلال أسبوع، وهو في الرابعة والعشرين (1817م). كما أعطاه البطريرك مثوديوس (1824-1850م) لقب مدبّر عظيم بعدما وجد فيه الغيرة والتقى والعلم والإقدام.
اهتم يوسف بالوعظ في الكنيسة المريمية سنوات طويلة فذاع صيته حتى اعتبره البعض يوحنّا ذهبي الفم ثاني. وكان إلى الوعظ دؤوباً في مواساة البؤساء وتسلية الحزانى ومعاضدة الفقراء وتقوية المرضى.
المدرسة البطريركية:
تسلَّم الخوري يوسف المدرسة البطريركية سنة 1836م فضمَّ إليها التلاميذ الذين كان يقوم بتعليمهم في بيته. ولم يلبث أن طوَّرها فعمد إلى توسيعها وجعل عليها وكلاء، واهتمّ بالنظارة فيها، كما عيّن للمعلمين رواتب محدَّدة. وما لبث أن اجتذب طلاب العلم من سورية ولبنان.
كان الهم الأول للأب يوسف تثقيف عقول الناشئة من أبناء الرعية الأرثوذكسية وترشيحهم للكهنوت واقتبال درجاته ليخدموا الرعية خدمة نافعة. نفقات التعليم في المدرسة كان يعطيها المؤمنون والبطريركية.
الخوري يوسف والروم الكاثوليك والبروتستانت:
لمَّا واجهت تأزمت مشكلة الروم الكاثوليك المنشقين عن الكنيسة الأرثوذكسية في قلقلة بعض الأرثوذكسيين، فراح الخوري يوسف يعمل على إعادة هؤلاء إلى الأرثوذكسية بكل لطفٍ ومحبَّة مبتعداً عن الحلول السياسية التي تعالج الأمور بالإكراه والضغط حيث رفض الاتصال بالدولة العثمانية لضرب الروم الكاثوليك كما فعل بعض الروم للتضييق عليهم.
كما واجه الخوري يوسف دعاة البروتستانتية، أبرزها في حاصبيا وراشيا، ثمَّ في دمشق بالذات.
الخوري يوسف رجل النهضة الأول:
إن المدرسة التي أنشأها وعلم فيها رجل الله، جاءت ثمارها خيَّرةً على الرعية الأنطاكية. حيث أن أكثر من خمسين شخصاً درسوا على يد الخوري يوسف واقتدوا بغيرته. فكان منهم البطريرك والمطران، والأرشمندريت والمدير وصاحب المطبعة... إلخ. كل هؤلاء كان لهم دوراً بارزاً في انتشال الكنيسة الأنطاكية من الانحطاط الروح. فكان البطريرك ملاتيوس الدوماني الذي أعتلى السدة البطريركية عام (1899) إلى يوم انتقاله عام (1906م) أول بطريرك محلي منذ السنة 1743م وكان من تلاميذ الخوري يوسف.
استشهاده:
بدأت مجزرة العام 1860م، في دمشق، في اليوم التاسع من شهر تموز. يومها لجأ عدد كبير من المؤمنين إلى الكنيسة المريمية، بعدما سدّت دونهم منافذ الهرب.
وكان الخوري يوسف يحتفظ في بيته بالذخيرة المقدّسة، كما كانت عادة كهنة دمشق، آنئذٍ، أخذها في عبّه، واتجه باتجاه المريمية فوق سطوح البيوت، إلى أن انتهى إليها. وقد أمضى بقية ذلك النهار والليل بطوله يشدد المؤمنين ويشجعهم على مواجهة المصير إذ كان لابدّ منه وأن لا يخافوا من الذين يقتلون الجسد لأن النفس لا يقدرون أن يقتلوها، وأن أكاليل المجد قد أُعدّت للذين بالإيمان بالرب يسوع المسيح أسلموا أمرهم لله.
ثم في صباح اليوم التالي، في العاشر من شهر تموز، حصلت على المريمية هجمة شرسة وأخذ المهاجمون بالسلب، والنهب، والحرق، والقتل فسقط العديدون شهداء، وتمكن آخرون من الخروج إلى الأزقّة والطرقات. وكان من بين هؤلاء الخوري يوسف. كان متستراً بعباءة وسار بضع مئات من الأمتار إلى أن وصل إلى الناحية المعروفة بمئذنة الشحم. هناك عرفه أحد المهاجمين وكان من العلماء، وقد سبق ليوسف أن أفحمه في جدال فضمر له الشر. هذا لمَّا وقع نظره عليه صاح بمن كانوا معه: "هذا إمام النصارى، إن قتلناه قتلنا معه كل النصارى" وإذ صاح الرجل بذلك أدرك الخوري يوسف أن ساعته قد دنت فأخرج الذخيرة المقدسة وابتلعها. وإذ بالمهاجمين ينقضون عليه بالفؤوس والرصاص حتَّى شوَّهوه تشويهاً فظيعاً. ثم ربطوه من رجليه وصاروا يطوفون به في الأزقة والحارات مسحوباً على الأرض إلى أن هشّموه تهشيماً، وأسلم روحه بين يدي ربه راقداً بسلام.
[rtl]سنكسار شهداء نيقوبوليس الأرمنية الخمسة والأربعون[/rtl]
[rtl](القرن 4م)[/rtl]
في حوالي العام 361م، زمن الإمبراطور الروماني ليسيانوس قيصر، استعر الاضطهاد من جديد، في كل الإمبراطورية الشرقية، ليطال العديد من المؤمنين هنا وثمّة. في ذلك الحين بلغ ليسياس الوالي مدينة نيقوبوليس في أرمينية وفي نيّته هدر دم كل من يقاوم المراسيم الملكية. أعيان المدينة لاونديوس وموريق ودانيال وقفوا، هم وأربعون مسيحياً، من تلقاء أنفسهم، واعترفوا بشجاعة أنّهم تلاميذ للمسيح ودعوا الوالي إلى إتمام واجبه. ولمّا مثلوا أمام المحكمة صرّح لاونديوس أنّه يأبى أن يعبد الأوثان طاعة لوصايا المسيح المصلوب الناهض من بين الأموات لخلاص العالمين. سخط الوالي لجسارة المعترفين وأمر بتحطيم أحناكهم بالحجارة. وفيما لعن الجميع الوالي كخادم للشيطان وجّه لاونديوس إليهم الكلمات التالية: "لا تلعنوا، يا إخوتي، المسيئين إليكم. باركوا ولا تلعنوا". حاول ليسياس اجتذاب مَن أمكن بالوعود فخاب خيبة كاملة. ألقاهم في السجن ومنع عنهم الطعام وحتى الشراب رغم الحرارة اللاهبة. مجّدوا الله الذي أهّلهم لأن يتألموا من أجله. نفخ فيهم لاونديوس روح الشهادة ودعاهم للثبات إلى آخر الشوط أسوة بالذين سبقوهم من قديسي الله. تمكنت إحدى النساء، باسيلا، من حمل بعض الماء إليهم. في صباح اليوم التالي مثلوا لدى ليسياس من جديد فأخضعهم لعذابات شرسة عسى أن يذعنوا فلم يوافقوه فأعادهم إلى السجن. في تلك الليلة تراءى لهم ملاك الربّ وشدّدهم وأبان لهم أنّ نهاية جهادهم وشيكة وأنّ أسماءهم دُوِّنت في سجل الحياة. وقد ورد أنّ الجلادَين مينياس وبيريلاد عاينا الرؤية وآمنا بالمسيح. بلغ الوالي نبأ هداية عاملَيه فأمر بالخمسة والأربعين فقُطعت أذرعهم وسوقهم وأُلقيت في أتون النار ثمّ في نهر ليكوس. لكن مسيحيين أتقياء وقعوا على رفاتهم فأعادوها إلى نيقوبوليس حيث أضحوا شفعاء المدينة وحماتها.
[rtl]سنكسار القديسان الباران برثانيوس وإيكومينيوس الكريتيان[/rtl]
[rtl](القرن 20)[/rtl]
كانا أخوين في الجسد. من عائلة تقية في غورتينا الكريتية. إثر وفاة والدهما ترهبا في دير القديس أنطونيوس في أبيزانون ثم في دير للسيدة. اهتما بكنيسة في الريف، في مارتسالون. سيم إيكومينيوس كاهناً. انتقلا من هناك، طلباً للسكون، إلى دير خَرِب في قودوما. أقاما مؤقتاً في مغارة رطبة ريثما تُستكمل أعمال ترميم الدير. أصلحا كنيسة الراقد. شرعالناس يقبلون إليهما. كان إيكومينيوس يقبل اعترافات المؤمنين. جرت بالأخوين أشفية عدة بصلاتهما. تأثر الحجّاج بقداسة الاثنين وتواضعهما. طلب بعضهم الانضمام إليهما رهباناً في عهدتهما. هكذا انتظمت الشركة الرهبانية وجرى توسيع الكنيسة لتضم المؤمنين. بقي برثانيوس راهباً ورأس الدير. حاز توقير الجميع. مرض ورقد في الرب في 5 أيلول سنة 1905. فاحت من رفاته رائحة الطيب. خلفه أخوه إيكومينيوس. استمر رئيساً للشركة ستة عشر عاماً. رقد في الرب في 20 أيلول سنة 1920. أكرم الأبوان قديسين بعفوية من المؤمنين. قد أضحى ديرهما أحد أهم المحجّات في كريت.
[rtl]طروبارية للشهداء باللحن الرابع[/rtl]
[rtl]شهداؤُك يا رب بجهادهم نالوا منكَ الأكاليل غير البالية يا إلهنا، لأنهم أحرزوا قوَّتكَ ،فحطموا المغتصبين وسحقوا بأسَ الشياطينَ التي لا قوَّة لها، فبتوسلاتهم أيها المسيح الإله خلصْ نفوسنا.[/rtl]
[rtl]طروبارية للقديس يوسف الدمشقي باللحن الخامس[/rtl]
[rtl]هلموا يا مؤمنون نكرّم شهيد المسيح كاهن بيعة أنطاكية، الذي عمّد أرض الشام وكنائسها وشعبها بكلمة الكلمة وبدمائه مع رفقته، لأنه منذ الطفولية اصطبغ بنور الإنجيل، فعمل وعلّم وحفظ كنيسة المسيح وخرافها. فيا يوسف الدمشقي كن لنا قدوة وحافظاً وشفيعاَ حاراَ لدى المخلص.[/rtl]
[rtl]قنداق للقديس يوسف الدمشقي باللحن الخامس[/rtl]
[rtl]لنمدح شهيد المسيح الكليّ الغيرة، كاهن العلي يوسف، الذي منذ الطفولية اختار نصيب الرب الصالح، فحمل الكلمة عصا روح كلية الاقتدار وعلّم وجاهد وعمّر الكنائس وقدم جسده لأجل الإنجيل. فبشفاعاتهم أللهم ارحمنا وخلصنا آمين.[/rtl]
[rtl]طروبارية للقديس برثانيوس الكريتي باللحن الثامن[/rtl]
[rtl]لِلبَرِيَّةِ غَيْرِ الـمُثْمِرَةِ بِمَجارِي دُمُوعِكَ أَمْرَعْتَ. وبِالتَّنَهُّداتِ التي مِنَ الأَعْماق أَثْمَرْتَ بِأَتْعابِكَ إِلى مِئَةِ ضِعْفٍ. فَصِرْتَ كَوكَباً لِلمَسْكونَةِ مُتَلأْلِئاً بِالعَجائِب. يا أَبانا البارَّ برثانيوس فَتَشَفَّعْ إِلى المَسِيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا.[/rtl]
[rtl]طروبارية للقديس إيكومينيوس الكريتي باللحن الثامن[/rtl]
[rtl]لِلبَرِيَّةِ غَيْرِ الـمُثْمِرَةِ بِمَجارِي دُمُوعِكَ أَمْرَعْتَ. وبِالتَّنَهُّداتِ التي مِنَ الأَعْماق أَثْمَرْتَ بِأَتْعابِكَ إِلى مِئَةِ ضِعْفٍ. فَصِرْتَ كَوكَباً لِلمَسْكونَةِ مُتَلأْلِئاً بِالعَجائِب. يا أَبانا البارَّ إيكومينيوس فَتَشَفَّعْ إِلى المَسِيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا.[/rtl]
|