سنكسار القديس البار أونسيموس العجائبي (القرن 4م)
ولد في قرية كاريني القريبة من قيصرية فلسطين بعدما ظهر ملاك جاء وعمد والديه. هجر البيت العائلي منذ فتوته. قيل أسس ديراً في مغنيزيا. أعطيت له موهبة صنع العجائب. شفى والديه من عنى أصابهما من كثرة ما بكيا فراقه. أمضى أيامه بالأعمال المرضية لله ورقد بسلام في الرب.
[rtl]سنكسار القديس البار نيقوديموس الجبل المقدس[/rtl]
[rtl](+1809م)[/rtl]
ولادتُهُ ونشأتُهُ:
ولد قديس الله سنة 1749م في جزيرة ناكسوس في أرخبيل السيكلاذيس. أعطاه أبواه التقيان، في المعمودية، اسم نيقولاوس وأحالوه على كاهن القرية ليتعلم القراءة. امتاز بذكاء حاد وذاكرة غير عادية سمحت له بتسجيل كل ما يقرأ بالحال وترداده بلا خلل ساعة يشاء. أُرسل إلى أزمير في عمر السادسة عشرة ليتتلمذ على المعلم إيروثاوس في المدرسة الكتابية. امتاز بأخلاقٍ رفيعةٍ حميدةٍ. تلقن الآداب والعلوم المقدَّسة واللغة اللاتينية والفرنسية وأضحى خبيراً في اليونانية القديمة.
اقتباله الحياة الرهبانيّة:
بعد أربع سنوات من الدراسة في أزمير، عاد نيقوديموس إلى وطنه ناكسوس. حيثُ التقى ببعض من رهبان جبل آثوس الذين حرَّكوا في داخله عشق الحياة الرهبانية وأرشدوه إلى رجل فضيلة ساعده في تعلم عقيدة آباء الكنيسة، ألا وهو الميتروبوليت مكاريوس الكورنثي. هذا الأخير التقاه نيقوديموس فاتفق وإياهُ في الفكر لجهة الضرورة الملحة لنقل منابع التراث الكنسي. وتعرف أيضاً إلى الناسك الشهير سلفستروس القيصري الذي زوَّده برسائل توصية حتَّى إذا ما انطلق إلى جبل آثوس يلقى العناية والتعليم. وكان كذلك حيث انتقل نيقوديموس إلى الجبل المقدَّس عام 1775م.
دخل إلى دير ديونيسيو حيث اتشح، بسرعة، بالثوب الرهباني واتخذ اسم نيقوديموس. سميَ سكرتيراً وقارئاً وما لبث أن صار نموذجاً لكل الأخوة في الحمية والصلاة والنسك والخدم التي كان ينفذها من دون تذمُّر.
بعد سنتين من الحياة الرهبانية في دير ديونيسيو انتقل نيقوديموس ليعتزل في قلاية في كارياس ليتمم العمل الذي أوكله إليه القديس مكاريوس الكورنثي ألا وهو مراجعة وإعداد الفيلوكاليا للنشر.
سنة 1782م اعتزل نيقوديموس في جزيرة سكيروبولا القاحلة. وخلال هذه الإقامة واجه قديس الله هجمات عنيفة للأبالسة. كما أنه وضع مؤلفه الشهير "كتاب النصائح الطيّبة" في شأن حفظ الحواس والأفكار وعمل الذهن.
اقتبال نيقوديموس الإسكيم الكبير:
بعد سنة من الإقامة في سكيروبولا عاد نيقوديموس إلى آثوس واقتبل الإسكيم الكبير وأقام في قلاية القديس ثيوناس في كابسلا. وقد رضي أن يتخذ تلميذاً هو إيروثاوس: انكبَّ أكثر مما قبل على الكتابة وتعليم الأخوة الذين جاؤوا ليقيموا في الجوار طلباً للانتفاع من عمله.
أهم أعماله:
اهتمَّ قديس الله نيقوديموس بمراجعة وإعداد الفيلوكاليا للنشر. وأيضاً كتاب النصائح الطيبة، في شأن حفظ الحواس والأفكار وعمل الذهن. وترجمة ونشر الأعمال الكاملة للقديس سمعان اللاهوتي الجديد. ووضع قوانين لوالدة الإله، على الألحان الثمانية ولكل يوم من أيام الأسبوع، لترتل في نهاية صلاة الغروب أو صلاة النوم في الأديرة. ثم وضع كتاب الحرب اللامنظورة. إضافة إلى المؤلفات الليتورجية. ووضع كتاب التمارين الروحية. له مؤلف دفّة المركب وهو شرح وتعليق على مجموعة القوانين الكنسية. جَمعَ مؤلفات القديس غريغوريوس بالاماس ووضع لها حواشي وبسَّط ما جاء فيها لسهولة الفهم.
هذا وقد راجع قديسنا شرحاً مسهباً لرسائل القديس بولس بحسب القديس ثيوفيلاكتوس البلغاري وكذلك شرحاً للرسائل الجامعة. كما وضع شرحاً للأوديات الكتابية التسع بعنوان "بستان النعمة". وترجم وشرح المزامير لأفتيموس زيغابينوس.
رُقادُهُ:
رقد قديس الله، بسبب مرضٍ أصابه، هو الفالج، الذي راح يمتدُّ إلى كامل جسده. اعترف بخطاياه، وتناول القرابين المقدّسة بعد أن قبَّل رفات القديس مكاريوس الكورنثي وبرثانيوسسكورتيوس، ثمَّ أسلم روحه بين يدي الرّب. كان ذلك عند بزوغ فجر 14 تموز سنة 1809م.
[rtl]سنكسار القديس الشهيد يوستوس الرومي[/rtl]
[rtl](القرن الأول م)[/rtl]
أصل القديس يوستوس من رومية، كان جندياً في فوج النوماريّين، خاضعاً لأوامر القاضي العسكري كلوديوس. فيما كان راجعاً، يوماً، من حملة ضدّ البربر دخل في انخطاف ورأى صليباً كالبلور خرج منه صوت علمه أسرار الإيمان بالمسيح. فلمّا عاد إلى رومية وزّع كل خيراته على الفقراء. ومع أنه لم يبق له غير جسده فإنه كان ممتلئاً فرحاً لا يوصف إذ كان في حوزته كنز الإيمان بالمسيح. لمّا درى كلوديوس بهداية عميله دعاه ونصحه أن يكفر بالمسيحية لئلا يُضيِّع السنوات الطيّبة من فتوته. لكنه لمّا لقيه ثابتاً في تصميمه أرسله إلى الحاكم مغنانتيوس حاملاً رسالة يشرح فيها الوقائع. عمد هذا الأخير إلى استجواب القديس فوجده لا يتزعزع في اعترافه بالمخلص فأمر بجلده بأعصاب الثور. ثم غطوا رأسه بقبعة معدنية حامية وجعلوا تحت إبطيه كريات من الحديد المحمّى بالنار ومدّدوه على مشواة. أعانته نعمة الله لذا صبر على كل أعمال التعذيب المنزلة به وهو يمجد الله شاكراً على نعمته. أخيراً ألقوه في آتون محمّى فلفظ أنفاسه دون أن تحترق شعرة من رأسه.
[rtl]سنكسار تذكار أبينا الجليل في القديسين يوسف رئيس أساقفة تسالونيكي[/rtl]
[rtl](+832م)[/rtl]
هو الأخ الثاني للقديس ثيودوروس الستوديتي (11 تشرين الثاني). ولد حوالي العام 761م. تلقى، كأخيه، تعليماً ممتازاً. سنة 781م، بتأثير خاله القديس أفلاطون (4 نيسان)، ترهبت أمه وأخته في دير القسطنطينية فيما انصرف هو ووالده وأخواه وآخرون من العائلة إلى ساكوذين في جبل الأوليمبوس البيثيني، وهو ملكية عائلية، فحولوه ديراً.
ازدهرت الشركة بالنعمة الإلهية والعناية الحكيمة للقديس أفلاطون. وإذ كان يوسف غيوراًفي الأتعاب النسكية استبان كثيودوروس ثانٍ. غير أن سلام رجال الله اهتز عندما طلق الإمبراطور امرأته الشرعية واقترن بنسيبة لثيوكتيستا، والدة القديس يوسف، سنة 795م. فاحتج الرهبان باسم تراث الكنيسة والقوانين المقدسة وردوا كل محاولات الملك لمصالحتهم. وإذ امتنعوا عن تحية الإمبراطور، خلال زيارته لمنابع المياه المعدنية الحارة في بروسا، عمد هذا الأخير إلى محاصرة الدير بالعسكر وحجز العديد من الرهبان، الذين كان بينهم أفلاطون وثيودوروس ويوسف، في حصن الكاتار. أما ثيودوروس ويوسف فجلدا ورُحلا إلى تسالونيكي مع أبيهما وعشر رهبان. وقد تمكنت ثيوكتيستا من الوصول إلى السجن وضمدت جراح ولديها، كما انضمت إليهما في الطريق إلى المنفى وشجعتهما على مكابدة المحن من أجل الحق. وبعد رحلة شاقة دامت سنة وثلاثين يوماً سيراً على الأقدام، وصلا في عيد البشارة، سنة 797م، إلى تسالونيكي حيث استقبلهما الحاكم ورئيس الأساقفة توما بلياقة. ولم يطل بهما المقام هناك حتى وصل أمر ملكي قضى بفصل المعتقلين أحدهما عن الآخر. رغم ذلك تمكنا من التواصل بالرسائل. لم تدم فترة الأسر هذه طويلاً. فإثر سقوط قسطنطين السادس واستلام أمه زمام السلطة، أطلق سراح المنفيين وعادا إلى ساكوذيون في أواخر تلك السنة. لم يجدا في الدير السلام الذي أملا النفس به لأن البلاد كانت عرضة لغزوات البربر. وهذا جعلهما يتحولان إلى القسطنطينية حيث استقرا في دير ستوديون المهجور (799م) الذي قدمته لهما الإمبراطورة والبطريرك تراسيوس. وقد عرف الدير، بهمة ثيودوروس، نمواً عجيباً جعله مركز الرهباينة البيزنطية الأول. أما القديس يوسف فكان راهباً بسيطاً خاضعاً في كل شيء لأخيه، منشغلاً، بخاصة، بتأليف الأناشيد التي بقي الكثير منها في الكتب الليتورجية ولا زالت في الاستعمال اليوم. يُذكر أن كتاب التريودي إليه يعود وإلى أخيه ثيودوروس. وقد بقيت تأليفه، في قسم كبير منها، غير منشورة وتنسب خطأ، أحياناً، إلى القديس يوسف المرنم.
ثم إن ترقية القديس نيقفوروس (2 حزيران) من الرتبة العامية إلى الكرامة البطريركية، بأمر الإمبراطور، عادت فأججت صراع الستوديين مع السلطة من أجل الدفاع عن حقوق الكنيسة والشرع الكنسي. فقد عارض ثيودوروس وأفلاطون الانتخاب وسُجنا بضعة أيام. وانتهى بهما الأمر بأن اعترفا بالبطريرك. ولكن عندما أعيد الاعتبار للكاهن يوسف الذي بارك الزواج غير الشرعي لقسطنطين السادس واسترد مقامه، كمدبر للكنيسة الكبرى، احتج الستوديون. حاول الإمبراطور مصالحة الرهبان الذين كانت لهم حظوة لدى الشعب، فعمد إلى انتخاب يوسف، شقيق القديس ثيودوروس، رئيس أساقفة لتسالونيكي. وقد قبل يوسف، لكنه أراد أن تكون السيامة بيد أساقفة المقاطعة لا بيد البطريرك. هذا جعل التوتر يمتد سنتين. أخيراً دعا الإمبراطور الأسقف يوسف وزعماء الرهبان وطلب منهم الخضوع لمشيئته. فلما رفضوا تقدم موظف كبير وأعلن ليوسف أنه لم يعد رئيس أساقفة لتسالونيكي. وعلى الأثر حاصر العسكر دير ستوديون. ثم في كانون الثاني 809م أوقف زعماء الرهبان أمام المجمع الذي جعل عليهم الحرم. أما أفلاطون وثيودوروس فسجنا في دير القديس ماما وأما يوسف فرُحل مقطوعاً عن الكهنوت لأنه أقام الخدمة الإلهية في دير ستوديون دون إذن البطريرك وأخضع لحرمان صارم. ومن ثم استيق إلى سجن القصر ومنه نفي إلى جزيرة أخرى.
وفاة الإمبراطور نيقفوروس الأول ووصول ميخائيل الأول إلى سدة الحكم (811م) سمحا بمصالحة الستوديين للبطريرك نيقفوروس، فاستدعوا من المنفى. وفيما صار ثيودوروس مستشار الإمبراطور استرد يوسف كرسيه الأسقفي. لكن فترة الهدوء هذه لم تدم طويلاً فكان على المعترفين أن يواجهوا اضطرابات جديدة بسبب عودة حرب الإيقونات إلى الواجهة بدعم من الإمبراطور لاون الخامس الأرمني. ولكن قبل أن يباشر لاون حملة اضطهاده هذه استشار عدداً من الأساقفة، بينهم يوسف، فاستبانوا كلهم متمسكين بالإيقونات المقدسة. مع ذلك مضى في غيّه قدماً. ومن جديد انتزع القديس يوسف من رعيته وتلقى أمراً بالاعتزال في ساكوذيون حيث أمكنه أن يقيم خط مراسلات مع أخيه ثيودوروس الذي نفي إلى مانوبا. لكن لم يطل به المقام هناك حتى استدعاه الإمبراطور إلى القسطنطينية وحادثه. نتيجة المحادثة كانت حكماً بالنفي. لذا رُحل إلى إحدى الجزر في عمق الشتاء، برفقة عدد من الرهبان وأحد موظفيه. وقد كابد القديس مشاق النفي بفرح لأنه كان قادراً على التواصل بالرسائل مع ثيودوروس الذي نُقل من مانوبا إلى حصن أقسى في بونيتا وأخيراً إلى أزمير. لكن حجزه صار أثقل عندما تم نقله إلى حصن البيزون حيث بقي إلى رقاد لاون سنة 820م.
وتبوأ ميخائيل الثاني العرش فأصدر عفواً عاماً عن كل المعترفين فأمكن ثيودوروس ويوسف أن يعودا من المنفى في تلك السنة. غير أن دخول ستوديون بقي محظراً عليهما. وإذ ألزمتهما غزوة عربية أن يغادرا محل إقامتهما، توجها إلى جزيرة برانكيبو. لم يكن القديس يوسف موجوداً عندما رقد أخوه سنة 826م. وإذ عادت الهجمة على الإيقونات فاستعرت، بضراوة، في عهد الإمبراطور ثيوفيلوس، نُفي يوسف إلى بلدة بعيدة في تساليا وحُرم حتى مما هو ضروري. هناك أسلم روحه لله في 15 تموز سنة 832م. وقد قيل أن جسده تُرك دون دفن في مكان مشجر رطب. ثم بعد ذلك باثني عشر عاماً نجح القديس نوكراتيوس في إيجاد بعض بقاياه التي نُقلت باحتفال مهيب إلى القسطنطينية مع رفات القديس ثيودوروس (26 كانون الثاني). وقد وُضعت رفات الاثنين في مدفن القديس أفلاطون في كنيسة ستوديون.
[rtl][url=http://www.msgchp.com/daysaint/june/june (26).htm][/url][/rtl]
[rtl]طروبارية القديس نيقوديموس الآثوسي باللحن الثامن[/rtl]
[rtl]للبرّية غير المثمرة بمجاري دموعك أمرعتَ، وبالتنهُّدات التي من الأعماق أثمرتَ بأتعابك إلى مئة ضعفٍ. فصرتَ كوكباً للمسكونة متلألئاً بالعجائب، يا أبانا البار نيقوديموس، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.[/rtl]
[rtl]طروبارية القديس يوستوس الرومي باللحن الرابع[/rtl]
[rtl]شَهِيْدُكَ يا رَبُّ بِجِهادِهِ، نالَ مِنْكَ الإِكْليْلَ غَيْرَ البالِيَ يا إِلَهَنا، لأَنَّهُ أَحْرَزَ قُوَّتَك فَحَطَّمَ الـمُغْتَصِبين وسَحَقَ بَأْسَ الشَّياطينِ التي لا قُوَّةَ لَها، فَبِتَوسُّلاتِهِ أَيُّها الـمَسيحُ الإِلَهُ خَلِّصْ نُفُوسَنا.[/rtl]
[rtl]طروبارية القديس أونسيموس العجائبي باللحن الثامن[/rtl]
[rtl]لِلبَرِيَّةِ غَيْرِ الـمُثْمِرَةِ بِمَجارِي دُمُوعِكَ أَمْرَعْتَ. وبِالتَّنَهُّداتِ التي مِنَ الأَعْماق أَثْمَرْتَ بِأَتْعابِكَ إِلى مِئَةِ ضِعْفٍ. فَصِرْتَ كَوكَباً لِلمَسْكونَةِ مُتَلأْلِئاً بِالعَجائِب. يا أَبانا البارَّ أونسيموس فَتَشَفَّعْ إِلى المَسِيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا.[/rtl]
[rtl]طروبارية القديس أكيلا الرسول باللحن الثالث[/rtl]
أيها الرسل القديسون، تشفعوا إلى الإله الرحيم، أن ينعم بغفران الزلات لنفوسنا.
[rtl]طروبارية أبينا الجليل في القديسين يوسف رئيس أساقفة تسالونيكي باللحن الرابع[/rtl]
[rtl]لَقَدْ أَظْهَرَتْكَ أَفْعالُ الحَقِّ لِرَعِيَّتِك قانوناً لِلإيمان، وصُورَةً لِلوَداعة ومُعَلِّماً لِلإِمْساك، أَيُّها الأَبُ رَئِيْسُ الكَهَنَةِ يوسف، فَلِذَلِكَ أَحْرَزْتَ بِالتَّواضُعِ الرِّفْعَة وبِالـمَسْكَنَةِ الغِنى، فَتَشَفَّعْ إِلى الـمَسيحِ الإلَه أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا.[/rtl]
|