سنكسار القديس الشهيد سيرابيون الإسكندري الجديد (القرن 2/3م)
كان رجلاً تقياً، صاحب قيم ممتازة. عاش في زمن الإمبراطور الروماني سبتيموس سفيروس. أوقف لإيمانه واستيق إلى أمام الوالي أكويلا في الإسكندرية. استجوبه فاعترف جهاراً بإيمانه بالمسيح وعبادته له من كل القلب. ألقي في النار فنال إكليل الشهادة.
[rtl]سنكسار القديسان الشهيدان بروكلس وهيلاريون[/rtl]
[rtl](القرن 2م)[/rtl]
خبرهما:
زمن الإمبراطور الروماني ترايانوس، جرى القبض على قديس الله بروكلس. إثر قرارٍ من ترايانوس بإلقاء القبض على المسيحيين وتعذيبهم إن لم يعدلوا ويعبدوا الآلهة الوثنية.
جيء ببروكلس إلى المحكمة مصفداً بالقيود. حينها، كان يرنّم: "سدد خطواتي، يا رب، في سبل السلام وافتح فمي لأسبّحك". دعاه الإمبراطور إلى التضحية تحت طائلة الإلقاء للوحوش فأجاب: "الرب يرعاني فلا أخاف ما يصنع بي الإنسان" (مز 117). هذا أغاظ ترايانوس فأمر بإعادته إلى السجن. بعد ثلاثة أيام استدعاه الحاكم مكسيموس للاستجواب. وإذ أجابه القديس بجسارة حظي الحاكم من الإمبراطور بسلطة اللجوء إلى ما يراه مناسباً من وسائل التعذيب لكسر مقاومته.
لمَّا أقدم رجل الله بروكلس على فضح زيف الآلهة الوثنية، مدَّدوه على منصبة التعذيب وانهالوا عليه جلداً حتى أدموا كل جسده. أمّا هو فلم يئن ولا تفوّه بكلمة.
حين لم تنجح وسائل التعذيب بإضعاف إيمان رجل الله، استيق إلى الإعدام. في الطريق التقى ابن أخيه (أو أخته)، واسمه إيلاريون، فحيّاه وضمه إلى صدره وجاهر بالفم الملآن بأنه هو أيضاً مسيحي. فقبض عليه العسكر وأودعوه السجن. فلمَّا بلغ بروكلس موضع الإعدام صلّى ثمَّ قضوا عليه رمياً بالسهام. أما إيلاريون فأوقف أمام الحاكم من جديد فردَّد أنه مسيحي ولا يخشى التعذيب. ضربوه بالسياط وجرَّوه على الأرض مسافة ثلاثة أميال. وفيما كان دمُهُ ينسكب على الأرض كان يُنشد: "في الجبال المقدَّسة أساساتها. الرب يحبَّ أبواب صهيون أكثر من جميع مساكن يعقوب" (مز86: 1-2). أخيراً جرى قطع رأسه ووري الثرى بجانب القديس بروكلس.
[rtl]سنكسار القديسة فيرونيكا النازفة الدم[/rtl]
[rtl](القرن الأول م)[/rtl]
هي المرأة النازفة الدم التي ورد أنّ الربّ يسوع شفاها. في التقليد اللاتيني أنّها المرأة التي مسحت وجه السيّد المدمى وهو حامل صليبه إلى الجلجثة. قيل إنها كانت من قيصرية فيليبس. شهادة للرب يسوع صنعت تمثالاً من البرونز يمثل المسيح ماداً يده إلى امرأة راكعة أمامه. وعند قدميه كانت تقرأ الكتابة: "إلى الله، مخلّص العالم". جعلت فيرونيكا هذا التمثال أمام بيتها. قيل سلكت في سيرة مرضية لله ورقدت بسلام في الرب.
[rtl]سنكسار القديس البار ميخائيل ماليينوس الكبادوكي[/rtl]
[rtl](القرن 10م)[/rtl]
ولد سنة 894م في خرسيانون في بلاد الكبادوك. كان من عائلة ماليينوس الشهيرة المقتدرة التي أعطت الإمبراطورية قادة عسكريين ورجال دولة وتربطها بالعائلة الملكية صلة قرابة. بقي والده بلا عقب زمناً طويلاً وقد حظيا به إثر رؤية لوالدة الإله. اسمه في المعمودية كان مانوئيل. لما كان في القسطنطينية مع أبيه، البطريق أفستاتيوس، حضر جنازة قريبه الإمبراطور لاون السادس (912م). هذا جعله يفهم بطلان المجد والكرامات الأرضية. اجتاحته رغبة في الحياة الرهبانية. وإذ أراد أن يعرف ما إذا كانت هذه هي مشيئة الله فتح كتاب المزامير اتفاقاً فطالعته الآية: "على الرب توكلت فكيف تقولون لنفسي أنفري إلى الجبال كالعصفور" (مز1:10_2). أطبق الكتاب بفرح وهو مقتنع بأن هذه علامة من عند الله. فرّ من المنزل الأبوي فيما كان أبواه يدبران له صبية زوجة تليق بمقامه. جاء إلى قرية فرسيني عند أسفل جبل كيميناس في بيثينيا حيث عاش شيخ مشهور اسمه يوحنا مع تلاميذه. سجد أمامه بدموع. وإذ أخفى هويته سأل الشيخ أن يقبله في عهدته. ألبسه الشيخ الثوب الرهباني بعد أربعة أيام إذ استبانت له غيرته ومحبته العارمة لله. وأعطاه اسم ميخائيل. لما درى البطريق أفستاتيوس بالنبأ لم يطق ألم الفراق فتوجه، على عجل، إلى جبل كيميناس. وصل في عمق الليل. دخل إلى الكنيسة فيما كانت تجري خدمة صلاة السحر، فإذا به يسمع صوت ابنه الملائكي يصدح: "يا نفسي، إن الأشياء التي هنا زائلة والتي هناك أبدية..." فتأوه وانتحب. ولما قدِّم الشيخ أنبه على ما فعل واتهمه باستمالة ولده لترك العالم، فأجابه يوحنا بوداعة إنه لم يفعل إلا ما أملته عليه الوصية: "من يأتي إلي لا أطرحه خارجاً". فهدأ أفستاتيوس وكف عن التهديد لكنه عاد بابنه. في البيت بالكاد تعزّت أمه لأنها رأته متشحاً بالثوب الرهباني. وإذ لم يتمكن والده من إقناعه بالعدول عن عزمه تركاه يعود إلى الدير.
في الدير فُرز القديس لخدمة الموائد فأبدى طاعة وتواضعاً فائقين في خدمة الإخوة. عذّبه استبداد النوم فقرّر أن يقضي أيامه بثوب واحد، عاري القدمين، صيفاً وشتاء، وأن ينام مباشرة على لوح من خشب. بعد سنتين من الجهاد المبارك أخذ النذور الرهبانية. أبوه الذي كان حاضراً قال له: "احذر يا بني أن تسيء إلى الرب الإله لأنك من أجله هجرت العالم وذويك". إثر ذلك عاد أفستاتيوس بفرح إلى زوجته ولسان حاله أن والدة الإله أعطته لهما وها هي تسترد العطية. وأردف أن مشيئة الله هي أن يكون ابنه معيناً لكثيرين ومفخرة له ولزوجته.
لما رقد أبوه فجأة عمدت أمه إلى اقتبال الحياة الرهبانية فيما تزوجت أخته لتصير أم الإمبراطور نيقيفوروس فوقاس (963 – 969). أما ميخائيل فاقتسم الميراث وأخوه قسطنطين وسلمه إلى أبيه الروحي الذي وزع نصفه حسنات واستعمل الباقي لتوسيع الدير. بعد ذلك نال ميخائيل بركة أبيه ليخلد إلى السكون فنسك على صخرة قريبة من الدير سنة 918م. كان يقضي هناك خمسة أيام في الأسبوع ناسكاً، يصلي ويشتغل بيديه، ثم في السبت والأحد يعود إلى شركة الإخوة. تمتع بالسكون هناك أربع سنوات، عمد بعدها إلى الدخول إلى البرية الداخلية بمعية أحد أنسبائه أغابيوس. أقام سنتين في إمساك شديد لا يتناول من الطعام إلا الخبز الجاف الذي كان يأتيه به، من حين لآخر، أحد القرويين. من هناك انتقلا إلى ناحية بروسياس. وإذ غادر أغابيوس، اختار القديس مكاناً هادئاً في كسيروليمني حيث بنى كوخاً صغيراً ليخوض فيه حرباً لا هوادة فيها ضد الأبالسة. ولم تلبث شهرته أن ذاعت فجرى إليه العديدون يرومون اتباع سيرته. لم يشأ أن يقبلهم أول الأمر لكنه ما لبث أن أذعن لمشيئة الله. في فترة وجيزة انضم إليه أكثر من خمسين راهباً سلكوا في السيرة الهدوئية لا يغتذون إلا بالخبز والماء متخذين ميخائيل مثالاً لهم في كل شيء. وقد ورد أنه لم يكن ممكناً أن يوجد في هذه الأخوية المغبوطة من كده الضجر أو انتابه اليأس أو الحزن أو قسوة القلب، فإن كل الذين دنوا من القديس ميخائيل كانوا يحملون على نخس القلب وينسون النوم ويخضعون للتحول المبارك ليمين العلي، ومن ثم ينطلقون إلى المعالي. هذا وقد ترك ميخائيل الشركة في عهدة أغابيوس، بعدما ضاق المكان بهم، وذهب بمعية أحد تلاميذه إلى بيثينيا. فلما وصل إلى جبل كيميناس الذي شهد بدايات جهاداته النسكية، وجد هناك مكاناً معزولاً فيه ماء فباشر بتأسيس لافرا جديدة لشركته. وكان أول ما شيد كنيسة كبيرة لوالدة الإله.
على هذا ساس ميخائيل إخوته كموسى جديد يوجههم بالكتابة والقول في قواعد النسك والمؤسسات الرهبانية. وقد نما عدد الرهبان لديه بسرعة. لم يكن يطيق رؤية محتاج دون أن يبادر إليه بالعون. لذلك وزع كل ما للشركة حسنات وبنى مضافة عند أسفل الجبل. وبفضل أتعابه وصلواته تحولت البرية إلى مدينة رغم هجمات الشيطان الذي لم يحتمل النار الخارجة من فم القديس كلما صلى. وكان ميخائيل دائم النظر، ليلاً ونهاراً، في الكتاب المقدس، كما بلغ اللاهوى ومعاينة الأسرار الإلهية. وقد أسبغ عليه ربه موهبة النبوءة وصنع العجائب. فتنبأ باندحار البيزنطيين أمام البلغار أيام الإمبراطور قسطنطين السابع وسقوط رومانوس ليكابينوس. وبموهبة النبوءة هذه حفظ القديس رهبانه من التراخي وأعان الخطأة بينهم على التوبة. وإن واحداً منهم استبد به إبليس فعزم على قتل رجل الله. فلما دنا من قلايته ومعه سيف في يده، وكان القديس يصلي، ونار اللاهوت عليه، تسمر في مكانه دهشاً. إذ ذاك ناداه رجل الله من الداخل وقال له: "ادخل وألق أرضاً بما تخفي". فوقع المسكين عند قدمي رجل الله فصرفه وأوصله بأن يحترس لنفسه لأن عليه بعد فترة وجيزة أن يؤدي حساباً لله. وبالفعل رقد الراهب بعد ذلك بأربعين يوماً تائباً.
يُذكر أن القديس ميخائيل هو الذي تأثر به أبراميوس في القسطنطينية لما التقاه. وأبراميوس هو من صار القديس أثناسيوس الآثوسي فيما بعد. أبراميوس تبع رجل الله ميخائيل إلى جبل كيميناس حيث تلقى على يديه تنشئتة الرهبانية الأولى. فلما أشرف قديسنا على الموت هرب أبراميوس لئلا يجعلوه رئيساً محله. وقد أخذ معه قبعة أبيه فكان يلبسها في أيام الأعياد.
خلال السنوات الخمسين من سعي القديس ميخائيل الرهباني لم يغير قانونه النسكي البتة.كان دائماً ممتداً إلى الأمام كان يبقى خمسة أيام في الأسبوع لا يتناول أي طعام، فلما دنت آخرته جعل صومه يمتد إلى اثني عشر يوماً خلال فترة الصوم الكبير. لباسه بقي إياه واحداً خشناً. ينام على مقعد لا ظهر له ولا يدان ولا يشاء أن يتمدد على حصيرة إلا في حال المرض. رغم ذلك كان محباً للاحتفالات الكنسية. أيام الأعياد السيدية كان يُرى منشداً مع الإخوة طول الليل ووجهه ينضح شراً. على هذا النحو، بعدما عاش صنواً للملائكة رقد بسلام في الرب في 12 تموز سنة 961م.
[rtl]طروبارية القديسَين بروكلس وايلاريوس والقديس سيرابيون الإسكندري باللحن الرابع[/rtl]
[rtl]شُهداؤكَ يا رَبُّ بِجِهادِهِم، نالوا مِنْكَ الأكاليْلَ غَيْرَ البالِيَة يا إِلَهَنا، لأَنَّهُم أَحْرَزوا قُوَّتَك فَحَطَّموا الـمُغْتَصِبين وسَحَقوا بَأْسَ الشَّياطينِ التي لا قُوَّةَ لَها، فَبِتَوسُّلاتِهِم أَيُّها الـمَسيحُ الإِلَهُ خَلِّصْ نُفُوسَنا.[/rtl]
[rtl]طروبارية القديس ميخائيل ماليينوس الكبادوكي باللحن الثامن[/rtl]
[rtl]لِلبَرِيَّةِ غَيْرِ الـمُثْمِرَةِ بِمَجارِي دُمُوعِكَ أَمْرَعْتَ. وبِالتَّنَهُّداتِ التي مِنَ الأَعْماق أَثْمَرْتَ بِأَتْعابِكَ إِلى مِئَةِ ضِعْفٍ. فَصِرْتَ كَوكَباً لِلمَسْكونَةِ مُتَلأْلِئاً بِالعَجائِب. يا أَبانا البارَّ ميخائيل فَتَشَفَّعْ إِلى المَسِيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا.[/rtl]
[rtl]طروبارية القديسة فيرونيكا النازفة الدم باللحن الثامن[/rtl]
[rtl]بِكِ حُفِظَتِ الصُّورَةُ بِدِقَّةٍ أَيَّتُها الأُمُّ فيرونيكا لأَنَّكِ حَمِلْتِ الصَّليبَ وتَبِعْتِ المَسيح، وعَمِلْتِ وعَلَّمْتِ أَنْ يُتَغاضَى عَنِ الجَسَدِ لأَنَّهُ يَزُول، ويُهْتَمَّ بِأُمُورِ النَّفْسِ غَيْرِ المائِتَة. لِذَلِكَ أَيَّتُها البارَّة تَبْتَهِجُ رُوحُكِ مَعَ المَلائِكَة[/rtl]
|