القديس البار بامبو النيتري (18 تموز)
سنكسار القديس البار بامبو النيتري
(+374م)
ولد حوالي العام 304م. قبل أن يستقر في صحراء نيتريا تتلمذ للقديس أنطونيوس الكبير. تتلمذ على يديه كثيرون، منهم القديس بيشوي والقديس يوحنا القصير. كان القديس مكاريوس يحضر من الإسقيط إلى نيتريا لزيارته. كان صغير السن جداً عندما انطلق إلى نيتريا. كان أمياً. تعلم وهو راهب.
يروي عنه سقراط المؤرخ أن أحد الإخوة تعهده معلماً للمزامير ليحفظها عن ظهر قلب. فبدأ بالمزمور 38 الذي مطلعه: "أنا قلت في نفسي سأتيقظ في طرقي لكي لا أخطأ بلساني". فلما سمع بامبو ذلك قال للأخ:"قبل أن أتعلم المزيد يحسن بي أن أعتزل قليلاً حتى أنفذ هذا القول". وإذ انقضت ستة أشهر ولم يحضر بامبو، ذهب الأخ وسأله لماذا لم يعد إليه ليتعلم المزيد فأجاب: "إني لم أتعلم بعد أن أتمم القول الذي سمعته".
سيم كاهناً حوالي السنة 340م. وفي حدود السنة 350م صار أحد كبار الشيوخ.
عاش في فقر كبير. علم أن الراهب يلبس ثوباً لو ألقاه خارج قلايته ثلاثة أيام ما كان أحد من الناس يرغب فيه. كان قليل الكلام. متى سأله أحد كلمة روحية أو تفسير مقطع كتابي لا يجيب للحال ربما اصطبر، أحياناً، ثلاثة أشهر ليجيب منتظراً أن يلهمه الرب الإله بقول. لذا كان كلامه مشبعاً بالمعنى حتى أمكن البعض القول إنه صاحب موهبة إلهية على تفسير الكتاب المقدس فائقة حتى على القديس أنطونيوس الكبير نفسه.
وإلى حبه للصوم وصمته الدائم اتسم بامبو بممارسة عمل اليدين. فعند نياحته قال: "إني منذ دخولي هذه البرية وبنائي القلاية وسكناي فيها، لم ينقض علي يوم واحد دون عمل، ولست أذكر أني أكلت خبزاً من إنسان. وإلى هذه الساعة ما ندمت على لفظ واحد نطقت به. وها أنا منطلق إلى الرب وكأني ما بدأت بشيء يرضيه بعد".
قيل: ذهب يوماً إلى الإسكندرية فلاحظ ممثلة لفتت أنظار عابري السبيل فشرع يبكي. فلما سألوه ما سبب ذلك قال: "أمران حركاني أولهما خسران هذه المرأة وثانيهما أني لست مهتماً بإرضاء الله بمقدار ما هذه المرأة مهتمة بإرضاء الرجال".
وعلى مدى ثلاث سنوات، سأل بامبو الله ألا يمجده على الأرض. لكن الله مجده لدرجة أن أحداً لم يقدر على التفرس فيه لأن مجد الله كان يشع من وجهه مثل موسى النبي بعدما عاين الله وجهاً لوجه.
ورد أن القديسة ميلاني الكبرى أتته وهو يضفر الخوص فلم يعرها اهتماماً. فقدمت له وعاء فيه ثلاثمائة رطل من الذهب. لم يتوقف عن العمل بل قال في هدوء: "الله يجازيك خيراً... ربنا يعوض عليك". ثم قال لتلميذ له أن يوزع المال على الإخوة في ليبيا والجزر لا في مصر لأن أولئك أشد قحلاً وفقراً. أما ميلاني فرغبت في بعض كلمات منه فأشارت إلى أن ما في الوعاء مال جزيل وكأن القديس لا يعرف قيمة ما أعطته. جوابه: "يا بنيتي! من هو الذي قدمت له الوعاء؟ أتراه بحاجة لأن تخبريه عن قيمته؟ أليس هو الله الذي يزن الجبال ويعرف قيمتها أكثر منا؟! فإن كنت قدمته لي أنا الخاطئ الحقير لكان يليق بك أن تخبريني بقيمته، ولكن إن كنت قدمته لله الذي لم يحتقر صدقة الأرملة الفقيرة فأرجو أن تصمتي".
زاره متوحدان وسألاه عن طريق خلاصهما. قال الأول إنه يأكل مرة واحدة كل يومين. وقال الثاني إنه يربح قطعتين من الفضة يومياً من عمل يديه فيشتري بالقليل لقوته ويوزع الباقي على الفقراء. لم يجبهما القديس بشيء إلى أن حان وقت رحيلهما بعد أيام. فلما التقياه وهما على أهبة المغادرة جعل رأسه بين يديه وكأنه يكلم نفسه قائلاً بصوت عال: بامبو، إذاً، يصوم يومين يومين ثم يأكل قطعتين من الخبز فهل هذا يجعله راهباً؟ بالتأكيد لا. ثم رفع رأسه ونظر إليهما وقال: "ما تصنعانه حسن جداً بكل تأكيد، ولكن احفظا فضيلة المحبة الفائقة، فهي أهم الفضائل. إذ ذاك تتأكدان من خلاصكما".
كذلك زاره أربعة من الإسقيط وهم يلبسون الجلد. فذكر كل واحد فضيلة رفيعة. الأول يصوم كثيراً والثاني عديم القنية والثالث كثير المحبة. وقالوا عن الرابع إنه يعيش تحت طاعة أحد الشيوخ منذ 22 سنة. فقال لهم القديس: أقول لكم إن فضيلة الأخير هي الأعظم، لأن كل واحد منكم احتفظ بالفضيلة التي اقتناها بإرادته، أما هو فتخلى عن إرادته الخاصة وتمسك بإرادة إنسان آخر. هؤلاء الرجال، إذا استمروا هكذا إلى النهاية يكونون بمثابة المعترفين.
كان رقاد بامبو عن عمر سبعين سنة.
من أخباره أنه مشى مرة مع بعض الإخوة في نواحي مصر، فرأى أناساً من أهل العالم جالسين، فقال لهم: "انهضوا قبلوا الرهبان لكي تتباركوا. فهؤلاء يتكلمون مع الله على الدوام وأفواههم طاهرة".
وقال أيضاً: "إذا كان لك قلب يمكنك أن تخلص".
وسأله كاهن من النطرون: "كيف يمكن الإخوة أن يسلكوا؟" فقال له: "بنسك كبير وهم يحفظون ضميرهم طاهراً نقياً تجاه القريب".
وتوسل الأب ثيوذوروس إليه أن يقول له كلمة. وبعد جهد كبير قال له: "يا ثيوذوروس، اذهب وكن رحيماً نحو الجميع لأن الرحمة قد وجدت حظوة في عيني الرب".
[rtl]سنكسار القديس الشهيد أميليانوس دوروستوروم[/rtl]
[rtl](القرن 4)[/rtl]
خبرُهُ:
في دوروستوروم، عاصمة سكيثيا، وهي سيليسترا الحالية في بلغاريا، كان يعيش شاب مسيحي اسمه أميليانوس. هذا أثاره اضطهادُ المسيحيين في بلاده. ودفعه في إحدى مأدبات العشاء التي أقيمت على شرف الجاحد كابيتولينوس، أن يدخل في غفلةٍ عن العيون، وفي يده مطرقة، هيكل الأوثان، ليحطم الأصنام ويقلب حمَّالات الشموع والمذابح، التي جُعلت عليها التقدمات. وكان ذلك فلما حضر الخدَّام وعاينوا ما حدث نقلوا الخبر إلى كابيتولينوس الذي استبد به الغيظ وأمر بالبحث عن الجناة وإلقاء القبض عليهم.
اعتراف أميليانوس بِإيمانه واستشهاده:
بحث الجنود في المدينة، في كل ناحية وصوب. ولمَّا لم يلقوا القبض على الفاعل استوقفوا أحد الفلاحين العائد من أرضه واستاقوه وهم يضربوه بالسياط. كان أميليانوس يعاين ما يحدث فلم يشأ أن يتعذَب إنسانٌ بريء. اعترف أنه هو الفاعل. أُفلت الفلاح. وجرى القبض على أميليانوس. سيق إلى الحاكم واعترف أنه فعل ذلك بكلِّ حريَّته ومن دون أن يدفعه أحد. لأن التماثيل الصماء تدعو إلى الاشمئزاز ما دامت لا روح حياةٍ فيها، ولا يجوز عبادتها كونها من صنع يد الإنسان نفسه، وأنه يجب عبادة الإله الخالق فقط دون عبادة ما هو مخلوق أو مصنوع.
أمر الحاكم الجاحد كابيتولينوس بخلع ثياب القديس وتمديده على الأرض وضربه بعنف. وإذ استمرّ القديس يسخر من العبادة الوثنية، أعاده إليه وضربه على صدره. ثم إذ علم، بعد الاستجواب أن أميليانوس هو ابن حاكم المدينة، ساباتيوس، أعلن أن انتماءه للنبلاء لا يعذره ولا يوفر عليه العذابات. أخيراً وقد بلغ الغيظ بالحاكم الذروة حكم على قديس الله بالموت حرقاً. رسم قديس الله إشارة الصليب على نفسه، ثم رقد بسلام في الرب. كان ذلك في 18 تموز 362م.
[rtl]سنكسار القديس الشهيد ياكنثوس أماستريس[/rtl]
[rtl](القرن 4م)[/rtl]
عاش في أماستريس، على شواطئ البحر الأسود في بافلاغونيا زمن الأسقف هيراكلينديس. أُعطي لوالديه بإعلان إلهي. نشأ في التقوى. كانت نعمة الله عليه وهو ولد. وثنيو مدينته كانوا من عبّاد الشجرة. لم يتورّع عن نهيهم عن الباطل. لم يتغيّروا. أمطروه شتماً. أخيراً قطعها. قبضوا عليه وأسلموه إلى الحاكم الذي أسلمه للجلد. نزعوا أسنانه وجرّروه خارج المدينة. وخزوه بالقصب ورجموه. ظنّوه قد مات فانصرفوا عنه. استفاق كمن نوم عميق. احتفّ به الملائكة وعزّوا قلبه. صلّى وبكى على المدينة وأسلم الروح. صار شفيعاً للمسيحيّين هناك وجرت باسمه أشفية عدّة.
[rtl]سنكسار القديس البار أونسيفوروس القبرصي[/rtl]
كان قائد الأسطول البيزنطي وهو من عائلة نبيلة من القسطنطينية. في إحدى المعارك البحرية قضى بالكامل على الأسطول إلا السفينة الأميرية التي كان فيها. زهد في الدنيا. ذهب إلى قبرص هو وعشرة من رفاقه. نزل في بافوس. أقام في مغارة قريبة من قرية أناريتا. نسك وأبدى في الصوم والصلاة بطولة نظير بطولته في المعارك البحرية. اقتنى اللاهوى سريعاً. صار للسكان من حوله مصدر بركات. شفى المرضى وطرد الأرواح الخبيثة وأنزل المطر وعزى المكروبين بنعمة الله. واستمرت رفاته، بعد رقاده، تحدث عجائب جمة.
[rtl]طروبارية القديس اميليانوس والقديس ياكنثوس أماستريس باللحن الرابع[/rtl]
[rtl]شهيداكَ يا رَبُّ بِجِهادِهِما، نالا مِنْكَ الأكاليْلَ غَيْرَ البالِيَة يا إِلَهَنا، لأَنَّهُما أَحْرَزا قُوَّتَك فَحَطَّما الـمُغْتَصِبين وسَحَقا بَأْسَ الشَّياطينِ التي لا قُوَّةَ لَها، فَبِتَوسُّلاتِهِما أَيُّها الـمَسيحُ الإِلَهُ خَلِّصْ نُفُوسَنا.[/rtl]
[rtl]طروبارية القديس البار بامبو النيتري باللحن الثامن[/rtl]
[rtl]لِلبَرِيَّةِ غَيْرِ الـمُثْمِرَةِ بِمَجارِي دُمُوعِكَ أَمْرَعْتَ. وبِالتَّنَهُّداتِ التي مِنَ الأَعْماق أَثْمَرْتَ بِأَتْعابِكَ إِلى مِئَةِ ضِعْفٍ. فَصِرْتَ كَوكَباً لِلمَسْكونَةِ مُتَلأْلِئاً بِالعَجائِب. يا أَبانا البارَّ بامبو فَتَشَفَّعْ إِلى المَسِيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا.[/rtl]
[rtl]طروبارية القديس أونسيفوروس القبرصي باللحن الثامن[/rtl]
[rtl]لِلبَرِيَّةِ غَيْرِ الـمُثْمِرَةِ بِمَجارِي دُمُوعِكَ أَمْرَعْتَ. وبِالتَّنَهُّداتِ التي مِنَ الأَعْماق أَثْمَرْتَ بِأَتْعابِكَ إِلى مِئَةِ ضِعْفٍ. فَصِرْتَ كَوكَباً لِلمَسْكونَةِ مُتَلأْلِئاً بِالعَجائِب. يا أَبانا البارَّ أونسيفوروس فَتَشَفَّعْ إِلى المَسِيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا.[/rtl]