القديسان يوحنا الصائم بطريرك القسطنطينية وماما الشهيد (2 أيلول)
سنكسار القديسين الشهداء الـ 6628
الذين قضوا في الجبال المجاورة لنيقوميذية في عهد الإمبراطور الروماني مكسيميانوس.
القديسون الشهداء
ديوميدوس مات بحد السيف.
يوليانوس حُطمت جمجمته تحطيماً
اوتيخيانوس مات حرقاً
هزيخيوس مات شنقاً
ليونيدوس مات صلباً
فيلادلفوس مات مشدود العنق إلى صخرة
ميلانيبوس مات حرقاً
برتغابوس مات غرقاً
عمون وآيثالا من تراقيا. ماتا تحت التعذيب
سنكسار القديس ماما الشهيد
(+275م)
ولادتُهُ:
وُلد القديس ماما في ناحية بافلاغونيا التي تقع في آسيا الصغرى الشمالية بمحاذاة البحر الأسود في ولاية البنطس. كان والده, مسيحيين تقيّين. قُبض عليهما وأُلقيا في السجن. هناك في السجن, وُلد القديس ماما بعد أن توفي والدُهُ، ووضعتهُ أُمه التي رقدت بعد ولادته بقليل.
وبطريقة غير معروفة، علمت أرملة مسيحية اسمها أميّان بما جرى في السجن، فدخلت على الحاكم, وسألته أن تأخذ جسد الراقدين لتدفنهما، وأن تأخذ الصبي لتربيه. فأذن لها.
نحو الشهادة:
أنشأت الأرملةُ "ماما" على التقوى ومخافة الله. فلمّا بلغ الخامسة عشرة من عمره، أبدىَ حماساً كبيراً للمسيح، وكان جسوراً، يجاهر بإيمانه قدام أقرانه ويخسر من الأصنام دون مهابة. وحدث في ذلك الوقت، أيام الأمبراطور أورليانوس، أن موجة من الاضطهاد ثارت على المسيحيين، لم توفر كبيراً ولا صغيراً. فقبض الجند على "ماما " إثر وشايةٍ، وحاولوا إرغامه على تقديم الذبائح للأصنام فامتنع, فساقوه أمام ديمقريطس، حاكم قيصرية الكابدوك، ومن ثم أمام الأمبراطور نفسه. حاول الأمبراطور أول الأمر أن يتملقه كما يتملق الكبار الصغار فأخفق. فاغتاظ لرؤية ولد يتحدى إرادته وصار يتهدده ويتوعده، ثم سلّمه إلى الجلادين فضربوه بالسياط وردّوه. أعاد الإمبراطور الكرة فقال لقديس الله: حسناً إن لم تكن راغباً في تقديم الذبائح لآلهة المملكة فلا بأس، أعفيك من ذلك. فقط قُل إنه سبق لك أن ضحيت للآلهة وأنا أطلقك. فقال "ماما": لم أضح ولن أضحي، ولست مستعداً لإنكار سيدي وإلهي يسوع المسيح.
إذا ذاك سلمه الإمبراطور للمعذبين الذين أشبعوه ضرباً وأحرقوا أطرافه بالمشاعل وطعنوه بالحراب ثمّ ألقوه في البحر. إلا أن بعض المؤمنين التقطوا بقاياه. وهكذا قضى "ماما" شهيداً للمسيح. ويقال أن العديد من شفوا بشفاعته وبركة رفاته.
سنكسار تذكار أبينا الجليل في القديسين يوحنّا الصيّام بطريرك القسطنطينية
(+595)
ولد يوحنا ونشأ في مدينة القسطنطينية. امتهن النحت كأبيه وكان محباً لله منذ نعومة أظفاره. عرف به البطريرك يوحنا الثالث فأرسل في طلبه وسامه، في الوقت المناسب، شمّاساً، وأسند إليه خدمة الفقراء.
كان يوحنا محبّاً، شفوقاً، سخيّاً، لا يفرّق في خدمة الفقراء بين مستحق وغير مستحق، كمثل الآب السماوي "يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين" (متى45:5). وكان كلما أجزل العطاء أغدق الله عليه حتى بدا كأن صندوق العطاءات لا قرار له. وقد ارتبطت لديه محبة الفقير بالتقشّف والنسك الشديدين.
في العام 582 فرغت سدّة البطريركية فاختير بطريركاً جديداً فمانع ثم رضخ واتخذ اسم يوحنا الرابع. امتدت خدمة البطريرك الجديد ثلاث عشرة سنة، وهو أول من لقب بـ "البطريرك المسكوني"، ابتداء من العام 586 للميلاد.
حافظ يوحنا، في البطريركية، على نسكه ومحبته للفقير ولم يتغيّر. فكان لا يشرب الماء إلا القليل جداً ولا يتناول من المأكول سوى بعض الخسّ والبطيخ والتين المجفّف والزبيب، ولا ينام ممدّداً بل جالساً، طاوياً ركبتيه إلى صدره. ولهذا السبب لقبته الكنيسة بـ "الصوّام". أما محبته للفقير فلم تكن لتعرف الحدود. كان يبدّد كل ما لديه على المساكين تبديداً. نسكه ومحبته للفقراء كانا سياجه وعنوان قداسته وخدمته كبطريرك. ويقال أنه من كثرة ما أنفق، اضطر، في أواخر حياته، إلى الاستدانة من الإمبراطور.
رقد في سلام في العام 595 للميلاد. بعد موته، أراد الإمبراطور أن يسترد ما له من ديون على البطريرك. فلما كشفوا على قلايته لم يجدوا فيها سوى ملعقة من خشب وقميص من كتّان وجبّة عتيقة.
سنكسار القديسان الصديقان العازر وابنه فنحاس
من كهنة العهد القديم.
طروبارية للقديس الشهيد ماما باللحن الرابع
شهيدك يا رب بجهادهِ، نالَ منكَ الإكليل غير البالي يا إلهنا، لأنهُ أحرزَ قوَّتكَ فحطم المغتصبين، وسحقَ بأسَ الشياطينَ التي لا قوَّةَ لها. فبتوسلاتهِ أيها المسيح الإله خلصْ نفوسنا.
قنداق للقديس الشهيد ماما باللحن الثالث
ارعَ شعبك في المراعي المحيية، بالعصا المعطاة لك، من الله أيها القديس، واسحق تحت أقدام المادحين لك، الوحوش غير المنظورة التي لا تستأنس، لأن كل الذين في الضيقات قد اتخذوك يا ماما شفيعاً حاراً.
طروبارية للقديس يوحنا الصائم بطريرك القسطنطينية باللحن الرابع
لقد أظهرتكَ أفعالُ الحق لرعيتك قانوناً للإيمان، وصورةً للوداعة ومعلّماً للإمساك، أيها الأب رئيسُ الكهنة يوحنا، فلذلكَ أحرزتَ بالتواضع الرفعة وبالمسكنةِ الغنى، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلص نفوسنا.