إننا نحن المؤمنين نسجد لك ونعظمك، أيها الصليب المثلَّث الغبطة والكلي الوقار،
مبتهجين برفعك الإلهي، لكن بما أنك ظفرٌ وسلاحٌ لا يُحارَب،
احرس وظلل بنعمتك الهاتفين إليك:
*افرح يا عوداً مغبَّطاً*
إن الملائكة من السماء يحيطون بحالٍ غير منظورة بالصليب الحامل الحياة بخوفٍ،
وإذ يشاهدونهُ الآن واهباً للمؤمنين نعمةً مانحة النور
بإيضاح ينذهلون وينتصبون صارخين نحوهُ هكذا:
افرح أيها الصليب الحافظ المسكونة، افرح يا مجد الكنيسة
افرح يا من تنبع الأشفية بسخاء، افرح يا من تنير أقطار العالم
افرح يا عوداً عطراً للحياة، وكنزاً للعجائب،
افرح يا مثلَّث السعادة والتركيب والمانح المواهب
افرح لأنك موطئٌ إلهيٌ، افرح لأنك وُضِعتَ لسجود الجميع
افرح يا كأساً مملوءة مشروباً لذيذاً، افرح يا مصباحاً للبهاء العلوي
افرح يا من بهِ تتبارك الخليقة، افرح يا من بهِ يُسجدُ للخالق
*افرح يا عوداً مغبَّطاً*
لما رأت هيلانة ذاتها في شوق، قالت للملك بدالّةٍ:
إن مأثور نفسك بالجهد يُستبان لي سهلاً،
فها أنا طالبة لك الظفر العزيز كما تقول صارخةً:
*هللويا*
إن الملكة لما كانت عارفةً معرفةً لم تكن بمعروفة قبلاً،
هتفت نحو الخدّام، أسرعوا لتجدوا سريعاً الصليب من أحشاء الأرض وتعطونيهِ،
فلما أبصرتهُ قالت بخوف وهي صارخة هكذا:
افرح يا إشارة الفرح الحقيقي، افرح يا نجاةً من اللعنة القديمة
افرح أيها الكنز المخفي في الأرض حسداً، افرح يا من ظهرتَ في النجوم مرسوماً
افرح أيها الصليب المصباح المربَّع الشعاع والناريّ الشكل،
افرح أيها السلم المتمكنة في العلوّ السابق إعلانها قديماً
افرح يا عجب الملائكة الوديع الصورة، افرح يا جرحاً للجن يُناح عليهِ كثيراً
افرح يا ذخيرة بهيجة للكلمة، افرح يا مخمداً نار الضلالة
افرح أيها الصليب شفيع المتحيّرين، افرح يا عضداً وطيداً للسالكين حسناً
*افرح يا عوداً مغبَّطاً*
إن قوة العود قد أُعلنت حينئذٍ تأكيداً حقيقياً للكل،
فأقام المائتة الفاقدة الصوت إلى الحياة، نظراً رهيباً للمزمعين
أن يستثمروا الخلاص عند ترتيلهم:
*هللويا*
إن هيلانة لما أحرزت السلاح غير المقهور،
بادرت إلى ابنها، وأما هو فإذ عرف الصليب المعظّم،
للحين ابتهج جذلاً وأنشد بفرحٍ نحوهُ هكذا:
افرح أيها الصليب إناء النور، افرح أيها الصليب خزانة الحياة
افرح يا مانح مواهب الروح، افرح يا ميناء للسائرين في البحر لا شتاء فيهِ
افرح يا مائدة حاملة المسيح كذبيحة، افرح يا كرمةً ذات عنقود بالغ حامل الخمرة السريّة
افرح لأنك تحفظ صولجة الملوك، افرح لأنك تسحق رؤوس التنانين
افرح يا عرفاناً للإيمان بهياً، افرح يا خلاص كل العالم
افرح يا برَكةً من الله للمائتين، افرح يا شفاعة الأموات عند الله
*افرح يا عوداً مغبَّطاً*
إن الملكة أخذتها الغيرة الإلهية من داخل التمست بسعي،
فوجدت الصليب المخفي في الأرض والظاهر في السماء للملك،
الذي رفعهُ ناظراً إلى التصرّف بإيمانٍ قائلاً:
*هللويا*
إن الصليب قد ظهر بهيئة الشمس في العالم،
وإذ امتلأُوا الجميع من الاستنارة سارعوا كأنهم إلى نجمِ،
فشاهدوهُ كعلة للخيرات مرفوعاً بالأيدي الشريفة،
فسبحوهُ قائلين:
افرح يا فجر الشمس العقلية، افرح يا ينبوع الطيب الذي لا يفرغ
افرح يا إعادة دعوة آدم وحواء، افرح يا إماتة أراكنة الجحيم
افرح لأنك برفعنا ترفعنا الآن معك، افرح لأنك بالسجود لك تقدّس النفوس
افرح يا شرف الرسل المُذاع بهِ في العالم، افرح يا مشجعاً كلي الشرف للابسي الجهاد
افرح أيها الصليب توبيخ العبرانيين، افرح يا مديح الناس المؤمنين
افرح يا من بهِ هُدِمَت الجحيم، افرح يا من بهِ أشرقت النعمة
*افرح يا عوداً مغبَّطاً*
إننا كلنا عند مشاهدتنا عوداً ممنوحاً من الله فلنتقدم الآن إلى سترِهِ،
وإذ نحن متمسكون بهِ كسلاح، فبهِ نغلب مواعد الأعداءِ،
ونلمس بالشفاه غير الملموس صارخين نحوهُ:
*هللويا*
إن قسطنطين المعظّم قد شاهد نوراً من السماء أعني بهِ إشارة الصليب بالنجوم،
ولما غلب جموع المحاربين، أسرع ليظهر العود
ويهتف نحوهُ هكذا:
افرح يا غاية الرأي الذي لا يوصف، افرح يا قرن الشعب الحسن العبادة
افرح يا من تهزم مواكب المحاربين، افرح با من بمثابة لهيب تلهب الشياطين
افرح يا صولجاناً سماوياً للملك المؤمن، افرح يا ظفراً لا يُقهر للجند المحب المسيح
افرح يا من تحطّم تشامخ البربر، افرح يا من تعتني بنفوس البشر
افرح يا عتقاً من الشرور الكثيرة، افرح يا موزّعاً جوائز الخيرات الغزيرة
افرح يا من بهِ يبتهج اللابسو المسيح، افرح يا من بهِ تنوح اليهود
*افرح يا عوداً مغبَّطاً*
إن صليب الرب قد حصل سلَّماً واصلة إلى السماء،
مصعدةً الكل من الأرض إلى علوّ السماء،
ليسكنوا على الدوام مع مصافّ الملائكة مغادرين الكائنات الآن كغير كائنات،
وعارفين أن يرتّلوا:
*هللويا*
لقد أطلعتَ نوراً أيها المخلّص على جميع الذين في الجحيم،
فأنرتَ الثاوين أسفل، وأما بوّابو الجحيم فإذ لم يحتملوا ضياءك سقطوا كالأموات،
وأما الذين نجوا منهم فبمشاهدتهم الصليب
الآن يهتفون هكذا:
افرح يا قيامة المائتين، افرح يا تعزية النائحين
افرح يا مفرغاً خزائن الجحيم، افرح أيها التمتع بفردوس النعيم
افرح أيها العصا المغرّقة الجند المصري، افرح أيها العصا أيضاً المروية الشعب الاسرائيلي
افرح يا عوداً متنفساً وللص مخلصاً. افرح يا وردة ذكية العرف وعطراً للحسني العبادة
افرح يا غذاءً للجياع بالروح. افرح يا ختماً قد اتخذهُ البشر
افرح أيها الصليب باب الأسرار. افرح يا من تتدفق منهُ المجاري الإلهية
*افرح يا عوداً مغبَّطاً*
إننا نحن المؤمنين نسجد لك ونعظمك، أيها الصليب المثلَّث الغبطة والكلي الوقار، مبتهجين برفعك الإلهي، لكن بما أنك ظفرٌ وسلاحٌ لا يُحارَب،
احرس وظلل بنعمتك الهاتفين إليك:
* افرح يا عوداً مغبَّطاً*
إن يسوع الفائق التألّه، الجالس بمجدٍ على سدّة اللاهوت،
قد ورد على خشبة الصليب، وخلّص بقبضته غير الفاسدة الصارخين نحوهُ:
* المجد لقدرتك أيها المسيح *
افرح يا صليب الرب، يا سلاحاً مصنوعاً من الله ودرعاً للإيمان وعزَّاً حريزاً في الحروب، وسيفاً للمؤمنين
ذا فمين الذي بهِ يُذبح الملحدون ويُقام الظفر
أيها الصليب الكريم، يا قوّة البشر وحصنهم،
افرح يا سلّّماً حاملاً الإله مستنداً عليها، السلام عليكَ يا كرازة الأنبياء جميعهم،
افرح يا من بهِ تقدَّس العالم، ودُحِضَ الشيطان
السلام عليك أيها الألم المجيد، رأس آلام الرب المتألم طوعاً،
الذي منهُ أَينعَ للكل المشروب الإلهي، دمهُ الكلي الطهارة،
فشربنا نحن البشر الذائبين عطشاً
أيها الصليب الكلي قدسهُ المشرَّف من الله،
المرتوي من مجاري الدم الإلهي،
خلّصْ من الجوع والوباء الهاتفين إليك بإيمانٍ:
افرح أيها الينبوع المفيض للكل المجاري الخلاصية
بارك يا رب بنعمة صليبك عام صلاحك والكهنة والملوك والجند وجماعة الشعب المقتنى،
الساجدين بإيمانٍ لصليبك النيّر الصورة
هلُّموا أيها المتألّهو العقول لنصفق بالأيدي مقيمين هذا العيد الإلهي الكلي الإكرام،
الذي للصليب القابل الإله، ممجدين الإله الذي وضع عليهِ
أيها الصليب المتعالي، إننا نحن الذين على الأرض نسجد لك
ونرتل لإسمك الإلهي، الموقّر لدى الملائكة والرهيب أيضاً لدى زعماء الأبالسة أنفسهم
إن هيلانة إذ قد عرفت أن شرف ملكنا نحن المسيحيين أشرق من الأرض،
صرخت نحوك هاتفة:
افرح يا مجدنا وثباتنا
ها إننا نحن أيضاً نهتف نحوكَ قائلين:
افرح يا صليب الرب الكلي المجد، السلام عليكَ يا رجاءنا،
الرافع إيانا كافة بارتفاعك الآن الإلهي في العالم بأسرهِ
إذ قد حصلتَ سبباً لسرورنا،
فنفرح نحن المؤمنين بقوتك ونسجد لك هاتفين:
افرح يا كوكباً كلّي الضياءِ، السلام عليك يا حافظ الأطفال الكلي تسبيحهُ
افرح يا جسراً ناقلاً من الأرض إلى السماويات،
السلام عليك يا علامةً بها الحربة النارية قد انكفأت،
واللص دخل إلى الفردوس فرحاً، فأسبح قوتك
السلام عليك يا ينبوع الحياة وجمال الكهنة،
افرح يا أساس كنيستنا وهدوء كل الخليقة،
افرح يا إعادة التوبة وحفظ البتولية،
السلام عليك يا عود عدم الفساد
السلام عليكَ يا وردة ذكية العرْف،
والزهرة العادمة الذبول والعصا المفرعة خلاصنا،
افرح يا مائدةً موضوعاً عليها خبز الحياة،
السلام عليك يا غذاء الجياع، وميناء المُمطَر عليهم
إن رسم القابل الإله، قد حفظ الفتية الأطهار في اللجة،
إذ كان حينئذٍ مرسوماً، وأما الآن إذ قد حصل مفعولاً،
فهو ينهض المسكونة بأسرها إلى الترتيل هاتفةً:
سبحوا الرب يا جميع أعمالهِ وزيدوهُ رفعةُ مدى الدهور
أيها الصليب الكلي قدسهُ إننا نصرخ إليك بالسلام من كل قلوبنا،
خاتمين وراسمين اسمك الإلهي على أنفسنا،
والمدن، والمنازل، والسفن، وآنية التقديس،
وبك نثق ونغلب ظافرين
أيها المسيح، ارفع سترنا نحن العابدين إياك، والساجدين لصليبك المحيي،
ولآلامك الرهيبة الإلهية، وحطّم المعاندين،
لكي يعرف الجميع قوة صليبك غير المقهورة
يا يسوع الطويل الأناة والجزيل الرحمة،
إني أضرع إليك فخلّصني بنعمة والدتك الكلية الطهارة،
وبالقوة الإلهية، قوة صليبك المحيي،
الذي احتملتهُ لتخلّص جبلتك الفانية،
الحاملة صورتك ومثالك
من اجل صليبك الكريم المحيي يا ربنا و الهنا ارحمنا و خلصنا ، امين