هذا الحليب لله:
التقى احد الآباء الشيوخ راعيا" فأمضى النهار معه
وساعده في حلب نعاجه وعند المساء أبصر الشيخ الراعي يصب أجود الحليب
في وعاء ويضعه فوق حجر كبير فسأله الشيخ لمن هذا الحليب فأجابه الراعي :
هذا الحليب لله. دائما" أضع أجود الحليب وأقدمه لله .
وسأله الشيخ وكان أكثر وعيا" من الراعي في إيمانه الساذج ،الله هل يشربه ؟؟
فأجاب الراعي نعم .
ورأى الشيخ من واجبه أن ينير عقل الرجل المسكين
فشرح له أن الله روح خالصة
ولا يمكنه أن يشرب الحليب وبما أن الراعي رفض أن يصدق
أقترح عليه الشيخ أن يختبئ ليشاهد بأم العين ما أذا كان الله يأتي حقا" ليشرب الحليب .
وفي ضوء القمر أبصر ثعلب صغير قادم من الصحراء أنقض على الوعاء وشربه.
وفي صبيحة اليوم التالي وجد الشيخ الراعي يائسا" فسأله :
ما الذي لا يسير على ما يرام ؟فتنهد الراعي
وقال كان الحق إلى جانبك فالله روح خالصة ولا يرغب في حلبيي .
فتعجب الشيخ وقال يجب أن تفرح فقد بت تعرف المزيد عن الله قياسا"
على ما كنت عليه قبل اليوم. أجل لكن السبيل الوحيد
الذي كنت أعبر بيه عن حبي قد ضاع.
حينئذ أدرك الشيخ الأمر وقصد مكان منعزل وراح يصلي بكل قواه .
وظهر عليه الله أثناء الليل وقال له :
لقد أخطأت فصحيح أنني روح خالصة لكنني كنت أقبل بسرور الحليب الذي يقدمه الراعي تعبيرا"
عن حبه . وحيث أنني لم أكن بحاجة لهذا الحليب فقد كنت أتقاسمه وذاك الثعلب الصغير الذي يستلذه.+++قصة قديمة علمتني أن اصلي حتى أعرف قصد الله لأن طرقه غير طرقنا وأفكاره غير أفكارنا وممكن ما نراه مفيد للأخرين يكون مضرا"لهم.