إيمان الكنيسة السريانية
تعترف الكنيسة السريانية الأرثوذكسية بالمجامع المسكونية الثلاثة: مجمع نيقية 325 م، ومجمع القسطنطينية 381 م، ومجمع أفسس 431 م، وتقرُّ بكل ما أقرََّه الآباء الذين عقدوا تلك
المجامع، وتعتبر مجمع أفسس هو المجمع المسكوني الأخير، أي أنَّها لا تعترف بشرعية المجامع اللاحقة ولا سيَّما مجمع خلقيدونية 451 م، والذي اتهمت بعده بالهرطقة المونوفيزية والابتداع في
الإيمان وكان ذلك لأغراض سياسية صرفة، فالدولة البيزنطية أرادت فرض سلطته الزمنية والروحية على السوريين والأقباط، وهذا مارفضه وبشدة القسم الأكبر من الشعبين مما أدَّى إلى انقسام
الكنيسة
في القرن الخامس للميلاد، وكافحت الكنيسة السريانية الأرثوذكسية على مرِّ السنين للحفاظ على صورة معتقدها القائل بأنَّ المسيحَ كامِلٌ في لاهوته، وكامِلٌ في ناسوته، وأنَّ هاتين الطبيعتين مُتَّحِدَتان
في
طبيعة واحدة هي "طبيعة تَجَسُّد الكلمة"، فالسريان الأرثوذكس إذن، يؤمنون بطبيعتين: "لاهوتية" و"ناسوتية"، وهما مُتَّحِدَتان بغير اختلاطٍ ولا امتزاجٍ، ولا تغيير"، وهاتان الطبيعتان "لم يَفْتَرِقا
لحظة
واحدة ولا طرفة عين". وتتشارك هذه الكنيسة عقيدتها مع كل من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية والكنيسة الأثيوبية، وهذه الكنائس تسمى الكنائس الأرثوذكسية
المشرقية أو الكنائس اللاخلقيدونية.