الحياة الرهبانية في الكنيسة السريانية الأرثوذكسية
اعداد الربان انطونيوس لحدو
لعلّ الرهبنة تحتل قمّة الحياة الروحية في الكنيسة السريانية فلا غرو في ذلك فهي فلسفة المسيحية،
وقد سبق وتحدثنا عن الرهبنة في الكنيسة،
لا بدّ لنا من العودة إلى خطاب قداسة سيدنا البطريرك يوم تنصيبه على السدة الرسولية البطرسية
حيث وجّه نداء خاصا للشبّان داعيا اياهم للانخراط في سلك الرهبنة والكهنوت، قال قداسته:
(الكنيسة بحاجة ماسّة إلى خدمات الشبّان، فنهيب للجامعيين المثقفين الاتقياء
منهم ان يفرزوا انفسهم للخدمة الروحية ويكرّسوا ذواتهم رهبانا وكهنة ليتسلّموا مواقع القيادة
في الكنيسة في هذه المسيرة الجديدة…
الأديرة بحاجة إلى رهبان مثقفين لتعود إلى ما كانت عليه في الماضي السحيق
مهبط العلماء والاعلام ومراكز العلم والمعرفة ومأوى النسّاك والاتقياء والرهبان الأفاضل والراهبات
الفاضلات، ولا غرو فالرهبانية قوّة وراء الكنيسة).
جلس قداسته على الكرسي الرسولي فلم يجد في الكنيسة سوى بضعة رهبان يعدّون على الاصابع،
واليوم بمسعاه وجهوده وبرعايته لكليّة مار افرام اللاهوتية نرى على ساحة الكنيسة
ما يقارب سبعين راهبا بين كاهن ومبتدئ، أوفد قسما منهم للدراسة في الكليات في اوربا،
وخصّص قسما آخر للدراسة وفي الوقت ذاته للخدمة الكهنوتيّة في كنائس الابرشيات
ويعمل بعضهم في ديوان الكتابة في دار البطريركية في دمشق،
وهنالك من يعمل في كلية مار افرام في معرّة صيدنايا في الادارة،
والارشاد الروحي، والتعليم.
ومن أعمال قداسته الرسولية تأسيس رهبنة العذارى عام1990 والتي تحمل اسم
(رهبنة مار يعقوب البرادعي للعذارى)، لهل ثلاثة مراكز (أديرة) الرئيسي في العطشانة
- لبنان المذكور آنفا وله فرعان الواحد في دمشق - معرة صيدنايا بجوار دير مار افرام
تأسس عام 1996، والثاني في بغداد تأسس عام 1998 شأن الرهبان سواء بسواء،
فبكل حقّ وجدارة يطلق التاريخ على قداسة البطريرك زكا
(باعث الحياة الرهبانية في القرن العشرين)،
كما لا ننسى ان نذكر ايضا ان لنا راهبات في الاديرة الحديثة التي اتينا على ذكرها،
يعملن بنشاط وروحانية، أما في الهند فلنا اعداد وفيرة من الراهبات يعملن ضمن الأديرة
وفي المؤسسات التربوية والاجتماعية والانسانية التابعة للكنائس،
كما ان هناك راهبات في دير الزعفران – ماردين - تركيا، ودير مار كبرييل وسائر الأديرة في طور عبدين.