(( لماذا قال الرب يسوع " لعازر هلم خارجاً " ولم يقل " أيها الشاب هلم خارجاً
" ؟؟؟ )) (( بمناسبة سبت لعازر .....14))
وصل المسيح الى بيت عنيا متأخرا ً ، وصل بعد ان كان لعازر قد مات .
كان لعازر قد مات بعد ان كان مريضا ً لفترة ٍ طويلة وجاء المسيح بعد فوات الأوان ،
استنجدت به مرثا ومريم وارسلتا تطلبانه لكنه جاء بعد ان مات لعازر . ولما أتى يسوع الى بيت عنيا وجد انه قد صار للعازر اربعة ايام ٍ في القبر
وانسلت مرثا من بين المعزين الذين مَلَؤُوا البيت وخرجت تلقاه على الطريق .
كان ما يزال على مشارف البلدة وسط تلاميذه ، قالت : " يَا سَيِّدُ ، لَوْ كُنْتَ ههُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي " ( يوحنا 11) . قال لها : " سَيَقُومُ أَخُوكِ ........أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا "
وجائت مريم والمعزين جميعا ًخلفها وتأثر المسيح من البكاء والدموع حوله " بَكَى يَسُوعُ " وأتوا به الى القبر ، مغارة ٌ عليها حجر وكان لعازر مدفونا ً بالداخل ،
قال يسوع " ارْفَعُوا الْحَجَرَ " . انزعجت مرثا هي وجميع من حولها ، وقفت امامه وقالت : " يَاسَيِّدُ ، قَدْ أَنْتَنَ لأَنَّ لَهُ أَرْبَعَةَ أَيَّامٍ ." .
نظر المسيح في وجهها وقال : " أَلَمْ أَقُلْ لَكِ : إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ؟ "
وتباعدت الجموع وتقدم الشباب وتكاتفوا ورفعوا الحجر من على باب القبر " وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ ، وَقَالَ: أَيُّهَا الآبُ ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي
" . سمع له وهل كان قد سمع ؟ لعازر لا يزال في القبر ، لا يزال لعازر ميتا ً .
المألوف ان يشكر الانسان بعدما ينال طلبه ولم يكن المسيح قد طلب بعد ، لم تكن المعجزة قد حدثت بعد ،
شكر المسيح على المعجزة قبل أن تحدث ، هنا المعجزة . شكر المسيح على ما سوف يحدث ، شكر المسيح على ما سوف يناله هو قبل نواله ، كان يعرف ويؤمن ويرى ما سيحدث ، رأى بالايمان قبل العيان ، رأى المعجزة تتم فشكر .
عجيب ان يتغنى الجيش بالنصر قبل خوض المعركة ، غريب ٌ ان يرقص الفلاح فرحا ً قبل الحصاد .
لا أحد يشكر الله على ما سيناله منه قبل ان يحصل على مراده وطلبه منه . اعتدنا الشكر بعد الأخذ . الشكر ُ جزء ٌ من الطلب ، الشكر بعد الطلب . عرف المسيح ان طلبه سيجاب ، عرف ان الشكر يمهد الجو ويعد الطريق للمعجزة .
" إِنْ آمَنْتِ تَرَيْنَ مَجْدَ اللهِ " الايمان يأتي بمجد الله ، الايمان يتمم المعجزة . لا شيء يسر الله قدر الشكر له .
لا شيء يرتب النفس الملهوفة اكثر من الشكر . وصرخ يسوع بصوت ٍ عظيم " «لِعَازَرُ، هَلُمَّ خَارِجًا "
وقول القديس أوغسطينوس (( أن المخلص نادى لعازر بأسمه لئلا يسمع جمهور الأموات صوته فيقومون معاً ))
وانتفض الجسد الراقد ميتا ً ، انتفض الميت واعتدل ووقف وتحرك وخرج من القبر وحوله اربطة تكفينه .
الشكر قبل الحصول على ما نطلب مطلوب ٌ ، مرغوب ٌ من الله . اشكر فالشكر دليل ايمانك . اشكر فحسن هو الحمد للرب