(( تأملات فى أحداث أيام أسبوع الآلام.....يوم الخميس .....خميس العهد ))
الأسبوع الأخير وهو اسبوع ألاّم الرب يسوع من أقدس أيام السنة على الأطلاق ، فساعة الفداء [ موت الصليب ] تقترب ، هذه الساعة التى كتب عنها الأنبياء ، ودارت أحداث العهد القديم وقراءاته ونبواته حول هذا الحدث – إنه اليوم الذى أنتظره جميع الأجيال ، ورآه كثير من الأنبياء بروح النبوة مثل إشعياء النبى .
إنه تنفيذ الوعد الإلهى لآدم بالخلاص عندما أخطأ ابوينا آدم وحواء وكسرا وصية الله لهما ، قال لهما الله إن نسل المرأة يسحق رأس الحية .
ولهذا فالكنيسة تعطى إهتماما خاصا لهذا الأسبوع الفريد ، ألحان وصلوات الكنيسة تنقلنا لنكون بجوار الفادى المتألم ..
إنه رحلة للمؤمنين إلى حيث البستان والجلجلثة لنكون بجوار من فدانا ودفع عنا ثمن خطايانا .
ما أجمل المصلوب .. الذى حول آلامه إلى ألحان جميلة ننشدها كل يوم من أيام البصخة المقدسة ويوم الجمعة العظيمة ، متذكرين بذلك آلامه .. وموته وقيامته .. وما أروع طريقة أداء اللحن نفسه .. ففيه فرصة للتأمل فى قضية الخلاص .. والتركيز على محبة المصلوب من أجلنا .. ورفع القلب بالصلاة والتوبة والندم على الخطية التى أوصلت بفادينا ومخلصنا إلى الصليب
أحداث يوم الخميس ...خميـــس العهــــد ( 14 من نيسان حسب التقويم العبرى )
فى هذا اليوم تمم السيد المسيح له المجد آخر فصح له فى حياته على الأرض حسب الجسد .... وقد كان مخضعا ذاته منذ ولادته لجميع أنواع الفرائض والشرائع والطقوس اليهودية مع إنه غير محتاج إلى ممارستها ،
وفى هذا اليوم أتم الفصح الذى كان يرمز إليه وإلى ذبيحته على الصليب .. هذا الفصح كما كان هو الفصح الأخير فى حياة السيد المسيح على الأرض ... كان كذلك الفصح الأخير الذى يجب على اليهود أن يتمموه
، إذ جاء الفصح الحقيقى الرب يسوع ذبيحتنا الكاملة ،
وبعدما تمم الفصح خرج يهوذا لينفذ الشر الذى أنتواه فى قلبه
وقد غسل الرب أرجل تلاميذه .... وأسس سر التناول
قدم جسده ودمه الأقدسين للتلاميذ وأوصاهم بأن يكون صنع هذا السر وممارسته هو محور حياتهم الروحية ومحور اجتماعاتهم إلى أن يجىء ثانية فى مجيئه الثانى للدينونة ،
وخاطبهم فى حديث روحى طويل بدأه فى العلية واستمر فى الطريق إلى بستان جثسيمانى ...
واستمر أيضا فى البستان ، ثم صلى صلاته المؤثرة فى البستان ، وفى نهاية اليوم عند منتصف الليل تقريبا أسلم ذاته إلى أيدى الذين أتوا ليقبضوا عليه .