منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
تــــم نقـــل هذا المنتدي إلي موقع آخــــر ... ننتظر انضمامـكــم لأسرة منتدانا لنخدم معاً كلمة الرب ... منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات


 

 الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان Empty
مُساهمةموضوع: الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان   الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 19, 2014 1:32 pm

الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان 10687004_786975384698486_604359460391110893_n



الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان
" يا ابنتي، إيمانك خلصك، فاذهبـي بسلام"
لوقا( 48،43:8)

عندما ندرك حبّ أبينا السّماوي لنا وقيمة كرامتنا في عينيه، نحيا السّلام الحقيقيّ الّذي قال عنه يسوع: "سلاماً أترك لكم، سلامي أعطيكم، لا كما يعطيه العالم، أعطيكم أنا" ( يو 27:14). إنّه السّلام الّذي يفيض من قلب الله وينصبّ في ذواتنا ليمنحنا السّكينة والثّقة بأنّه معنا دائماً. وأبونا السّماويّ، الضّابط الكلّ يعلم بحال كلّ واحد منّا ويدرك أعماق كلّ منّا، ويرعانا باستمرار كما ترعى الأمّ أبناءها دون طلب منهم، وكما يسمعهم قلبها قبل أن يتكلّموا...
المرأة النّازفة منذ اثنتي عشرة سنة، علمت في نفسها أنّ مجرّد أن تلمس طرف ثوب يسوع سيكون لها الخلاص. ونستطيع أن نتخيّل نزف هذه المرأة، ليس الجسديّ وحسب، بل المعنويّ والنّفسيّ. لقد أنفقت كلّ ما لديها باحثة عن الشّفاء، ولا بدّ أنّ المجتمع الّذي كانت تعيش فيه سبّب لها نزفاً نفسيّاً ومعنويّاً وتسبّب لها بألم وإحباط واكتئاب إضافة إلى مرضها لمدّة اثنتي عشر سنة. وبحسب حكم الشريعة إنها امرأة نجسة، هذا ما نقرأه في سفر اللاويين ( 27،26،25:15): " وإذا كانت امرأة يسيل سيل دمها أياماً كثيرة في غير وقت طمثها، أو إذا سال بعد طمثها، فتكون كلً أيًام سيلان نجاستها كما في أيًام طمثها. إنها نجسة. كلّ فراش تضطجع عليه كلّ أيّام سيلها يكون لها كفراش طمثها. وكلّ الأمتعة الّتي تجلس عليها تكون نجسة كنجاسة طمثها. وكلّ من لمسهن يكون نجساً، فيغسل ثيابه ويستحم بماء، ويكون نجساً إلى المساء." ما يعني أنّ هذه المرأة كانت مجروحة بكرامتها الإنسانيّة.
كلّ منّا يعاني من نزيف معيّن تجسّده لنا هذه المرأة. منّا من ينزف ماديّاً، فليس بين يديه ما تيسّر من المال الّذي يمكّنه من العيش بكرامة. ومنّا من ينزف ألماً نتيجة مرض معيّن، ونجد من ينزف معنويّاً، إذ إنّه يعيش حالة من الاضطراب النّفسيّ نتيجة ظروف معيّنة تحول دون عيشه قدراً ممكناً من السّعادة، كالظّلم والقهر وانتهاك إنسانيّته. لكلّ منّا نزيفه، ولكن لنا أب يسكن في أعماق نفوسنا، يحمل معنا آلامنا ويكفي أن نلمسه بقلوبنا فتطيب الجراح وتهدأ الآلام وتنتعش النّفس.
وسط جموع كثيرة تتدافع خلف يسوع، دنت هذه المرأة ولمست طرف ثوبه. وكأنّي بها تسير طريق الجلجلة، حاملة صليبها برفق، غير مكترثة بزحمة الجموع. ولعلّها نسيت آلامها في هذه المسيرة، لأنّ عينيها كانتا شاخصتين نحو القيامة والحياة، " يسوع المسيح". كانت على ثقة أنّه يستطيع أن يطهّرها من نجاستها ويعيد لها كرامتها، فاكتفت بلمس طرف الثّوب. وما إن لمسته حتّى توقف النّزف للحال، بمعنى آخر " ليكن ... فكان ". لم تتفوّه المرأة بكلمة، ولم تطلب، ولم تترجَّ، بل وثقت ولمست فقط، وللحال ولدت من جديد وما إن لمست الحياة حتّى حيت.
ويسأل يسوع: " من لمسني"؟ ( لو 45:8). قد نستغرب سؤال الرّبّ للوهلة الأولى، تماماً كما استغرب بطرس: " يا معلّم، النّـاس كلّهم يزحمونك ويضايقونك وتقول من لمسني؟". ولكن يسوع أصرّ: " لمسني أحدهم، لأني شعرت بقوة خرجت مني" ( لو 46:8). ما يعني أنّ الله يمنح عطاياه من ذاته، ولا يمنحها بشكل سحريّ وإنّما بفعل الحبّ. وهو الضّابط الكلّ، يهبنا من ذاته، فنحيا من جديد.
الله ليس ساحراً ، وإنّما أبٌ حاضر دائماً معنا، ينتظر خطوة منّا حتّى يفيض من ذاته علينا، فننمو به ويتوقّف نزيفنا للحال. هكذا شفى الرّبّ الأبرص، تحنّن عليه فلمسه لمسة حبّ محيية. وهكذا أخذ بيد ابنة يائيرس وصاح: " يا صبيّة ، قومي " ( لوقا 54:8). إنّها لمسة المطمئن ولمسة الأب لأبنائه الأحبّاء.
" فلما رأت المرأة أن أمرها ما خفـي على يسوع، جاءت راجفة وارتمت على قدميه وأخبرته أمام النـاس كلهم لماذا لمسته وكيف شفـيت في الحال". ( لوقا 47:8). إنّ السّيّد لم يكتفِ بشفائها جسديّاً بل أراد أن يحرّرها من كلّ ما ترتب على حياتها نتيجة هذا النّزيف. واعتراف المرأة بما حصل جعلها تستعيد كرامتها الإنسانيّة، وتتحرّر. فكرامتنا الإنسانيّة غالية في عيني الرّبّ والشفاء الجسديّ مهمّ، لكن الشّفاء النّفسيّ والمعنويّ والرّوحيّ أهم بكثير.
فقال لها: " يا ابنتي، إيمانك خلصك، فاذهبـي بسلام". ( لوقا 48:8). يسوع المسيح هو مخلّصنا الوحيد، لا شكّ، ولكن يجب أن نتعاون معه، فهو بحاجة لإيماننا ومحبّتنا وثقتنا المطلقة به. يمكننا أن نطلب من الله وهو قادر على الاستجابة، ولكنّ يسوع يريدنا أن ندخل بعلاقة حميميّة معه. عبارة (يا ابنتي) ملأى بالحنان الأبويّ ومفعمة بالطّمانينة، ويقولها الرّبّ لنا دوماً ليعالج مخاوفنا ويزرع السّلام في قلوبنا. يكفي أن نقترب من الرّبّ خطوة ونلمس طرف ثوبه لنحيا من جديد، ويكفي أن نثق بأنّ أبانا يريد خيرنا كما يريدنا أن نحيا بكرامة وحرّيّة.
واليوم العالم ينزف لافتقاده للمحبّة والثّقة بالرّبّ، كما يفتقد لعلاقة الحبّ بينه وبين الرّبّ فنرى نزفه عصيّاً عن الشّفاء. فلنصلِّ معاً من أجل أن تتزاحم القلوب للمس يسوع فتشفى وتمتلئ بالمحبّة من جديد فيتغيّر وجه الأرض كلّها، ويلبس ثوب المحبّة الّتي أحبّنا إيّاها المسيح، وحده الّذي يليق به كلّ إكرام وتمجيد مع أبيه وروحه الحيّ القدّوس، من الآن وإلى الأبد. أمين.
مادونا عسكر/ لبنان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
سعاد
الادارة العامة
الادارة العامة
سعاد


عدد المساهمات : 17886
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
الموقع : لبنان

الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان   الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 19, 2014 1:56 pm

الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان 2309237244
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان   الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان I_icon_minitimeالأحد سبتمبر 21, 2014 9:11 am

الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان 030911000356z14rd80pipt6mlu
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
julie
المديرة العام
المديرة العام
julie


عدد المساهمات : 11235
تاريخ التسجيل : 03/06/2014

الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان   الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان I_icon_minitimeالأربعاء أكتوبر 01, 2014 3:33 pm

الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان GodBlessYou2
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رغدة
نائب المدير العام
نائب المدير العام
رغدة


عدد المساهمات : 18519
تاريخ التسجيل : 10/01/2014
العمر : 50
الموقع : لبنان

الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان   الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان I_icon_minitimeالخميس أكتوبر 09, 2014 7:44 am

الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان Hwaml.com_1384419845_969
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحضارة المسيحيّة قصّة حبّ بين الله والإنسان
» الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان
» الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان
» الحضارة المسيحيّة، قصّة حبّ بين الله والإنسان
» الحضارة المسيحيّة قصّة حبّ بين الله والإنسان

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات افا كاراس ومارجرجس بالغابات  :: ( 2 ) المنتدى الدينى :: مواضيع خاصة بالكتاب المقدس-
انتقل الى: