لقد أقبل ملكوت الله علينا (لو11: 14- 28)
بهتت الجموع من شفاء المجنون الأعمى الأخرس (مت 12: 22) إذ تكلم وأبصر. ولكن بعض من القوم الواقفين وهم فريسيون (مت12: 24)، وكتبه من أورشليم (مر3: 22)، وهم واثقون من أنفسهم أنهم عارفون الناموس، رأوا الخير شرًا وقالوا عن المسيح أنه ببعلزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين (بعل كلمة معناها رب أو سيد أو زوج. وتقترن كلمة بعل باسم بلد أو شيء لتعبر عن إله هذا البلد أو هذا الشيء. وبعلزبول الاسم الأصلي له هو بعلزبوب وهو إله الذباب عند العقرونيين (2مل 1: 3) وهو لا يجعل الذباب يدخل المنازل. ولكن اليهود حرفوا الاسم إلى بعلزبول أي بعل الأقذار، لأنهم كانوا يحتقرون آلهة الوثنيين، ويعتبرونهم كشياطين (1كو10: 20). وسموا بعلزبول هذا رئيس الشياطين لأنه كان أكبر آلهة العقرونيين).
وهنا وجد الرب فرصة جديدة للتعليم فقال:
أ- الشياطين لا تأمر بالخير لأن كل أعمالهم شريرة، فهي لا تنقسم على ذاتها لكي تضمن ثبات مملكتها. هكذا الانقسام لن يثبت بيوتنا أو عائلاتنا أو كنائسنا أو مجتمعنا، بل سيجعلنا فريسة سهلة للعدو المشترك. "إن كنتم تنهشون وتأكلون بعضكم بعضًا فانظروا لئلا تفنوا بعضكم بعضًا" (غل 5: 15).
ب- ولكن بعملي هذا أعلن لكم ملكوتًا آخر غير ملكوت الشيطان أنه ملكوت الله الذي أقبل عليكم بتجسدي واقترابي منكم، فأنا أقوى من الشيطان وسأقيده وأنزع سلاحه منه وانهب بيته، لأني سأخلص البشر المربوطين برباطاته، سأخلصهم من سلطان الموت والخطية، وأعطيهم قوة لكي يعيشوا فيما لله.
وعندكم تلاميذي الذين هم أبناؤكم المولودين منكم ويهود مثلكم ولكنهم يشهدون لما أقول من الآن. فهم يخرجون الشياطين أيضًا لأنهم تبعوني في بساطة الإيمان فأعطيتهم سلطانًا أن يدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو. لذلك هم سيكونون قضاتكم ويحكمون فيكم. أنهم شهود لي أني بأصبع الله أي بروحه القدوس أخرج الشياطين. أنهم شهود لسلطان الله وملكه على كل شيء.
جـ- وإن كنت أنا قد خلصتكم من كل قيود الشر، فعليكم أنتم أن تتبعوا الخير لأن من ليس معي فهو عليَّ. حتى لا يرجع الشرير ويجد القلب فارغًا من عمل الصالحات فيرجع ويملك هو وآخرون أيضًا وتصير أواخركم أشر.
وهنا ارتفع صوت امرأة أعجبت بتعليمه فصارت تمدح أمه التي حملته وأرضعته فأضاف رب المجد بمديح من يسمع كلام الرب ويحفظه.
يا رب لقد كنت مقيدًا ومربوطًا برباطات العدو الذي أعمى بصيرتي وأبكم شفتي، ولكنك تحننت عليَّ وولدتني من جديد في المعمودية فخرجت أبصر وأتكلم، أبصر خلاصك العجيب لي من قبضة الشرير وصرت أتكلم وأشهد بهذه الغلبة صرت أسبحك في الليل والنهار لأنك قوي.