ملكوت الله (العالم الجديد التيوقراطية)
إنّ ذوي الإرادة الحسنة من الناس الذين ينتظرون العيش على أرض العالم الجديد قد تحرروا من كل عاطفة تربطهم بالعالم القديم الشيطاني وذلك رغبة منهم في الحياة على أرض العالم الجديد، حتى أصبح الملكوت ب...النسبة لهم أهم ما في حياتهم على الإطلاق (ليكن الله صادقاً صفحة ١٣٧)
الواقع أنّ تبشير شهود يهوه تكاد تقتصر على المناداة بالملكوت، ضاربين صفحاً عن كل ما له علاقة بوجوب التوبة والقداسة، التي بدونها لا يقدر أحد أن يرى الرب.
صحيح أنّ الإنجيل أمر بوجوب التبشير باقتراب ملكوت الله، وأنّ ربنا المبارك أوصانا أن نطلب أولاً ملكوت الله وبرّه.
على أنّ دخول هذا الملكوت، متوقّف على الولادة من فوق.
فقد قال الرب يسوع للفريسيّ نيقوديموس:
ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ» (يوحنّا ٣: ٣)
لقد سبق لرجل الله يوحنّا المعمدان أن بشّر بملكوت الله أيضاً ولكنّه استهلّ تبشيره بكلمة التوبة:
تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ ٱقْتَرَبَ مَلَكُوتُ ٱلسَّماوَاتِ» (متّى ٣: ٢)
منذ سنوات اقتحم منزلي أحد فتيان شهود يهوه وبشّرني بالملكوت، دون أن يذكر التوبة.
فقلت له:
أنت تكلّمني عن شيء اسمه ملكوت الله وأنا تلقّيت من المسيح هذا التأكيد:
إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ» (يوحنّا ٣: ٣)
فأنت تحمّل نفسك مسؤولية كبرى بدعوة الناس إلى ملكوت لا يستطيع أحد أن يصير من رعاياه إلا إذا تاب عن خطاياه وولد من الله.
فهل أنت تائب؟
فأجاب: أنا لست بتائب، ولا أظن أنّ عدم توبتي يمنعني من أن أكون شاهداً ليهوه ومبشراً بالملكوت .
فقلت:
وماذا تعمل بالقول الإلهي :
وَلِلشِّرِّيرِ قَالَ ٱللّٰهُ: «مَا لَكَ تُحَدِّثُ بِفَرَائِضِي وَتَحْمِلُ عَهْدِي عَلَى فَمِكَ، وَأَنْتَ قَدْ أَبْغَضْتَ ٱلتَّأْدِيبَ وَأَلْقَيْتَ كَلاَمِي خَلْفَكَ. إِذَا رَأَيْتَ سَارِقاً وَافَقْتَهُ وَمَعَ ٱلزُّنَاةِ نَصِيبُكَ؟» (مزمور ٥٠: ١٦-١٨)
سمع هذا فغضب ثم خرج مسرعاً ولم يعد.
ولشهود يهوه طريقة فظيعة في تحوير ألفاظ الكتاب المقدس حتى يجعلوها تسند آراءهم في موضوع الملكوت.
فمثلاً بعد جولة طويلة وبهلوة بارعة بين ترجمات الكتاب المقدس، ومرورهم بكتاب الديكلاط، خرجوا بالآية ٣: ١٦ من إنجيل يوحنّا، وقد ألبسوها ثوباً جديداً تناوله الحذف والتحوير، والإضافة حتى صارت الآية هكذا:
إنّ الخالق العظيم نفسه أحبّ العالم الجديد، إلى هذا الحد، حتى أنه أعطى ابنه الوحيد وعيّنه ملكاً فيه وعليه (ليكن الله صادقاً صفحة ١٥٨)