الأحد الاول من الصوم الكبير ( احد الكنوز )
الإنجيل مت ٦ : ١٩ - ٣٣
في ثلاث كلمات عن الكنز الذي في السماء الذي هو هدف المجاهد في الصوم الكبير .... الكنيسه والكتاب يضعا امام المؤمن المجاهد اختيارين او هدفين او طريقين ... احدهما يؤدي الي الحياه الأبدية وكنز السماء والآخر يؤدي الي طريق الموت والظلمه حيث الكنز الأرضي :
١- الهدف بين كنزين :
( لاتكنزوا لكم كنوزا علي الارض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون بل اكنزوا لكم كنوزا في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون لانه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً ) هناك كنوز ارضيه يجري وراءها للأسف معظم الناس واهتمامات ارضيه ( مثل الملبس والمأكل والأثاث والمتعه والقوه والشهرة والوظيفه والأملاك ) والعجيب انها كلها تحمل داخلها عوامل فسادها وانتهاءها وبذره الفساد مخلوقة داخلها ، ونحن علي الارض نري بعيوننا ان هذه الأشياء تشيخ وتموت وتنحل وتتبدد حتي الانسان نفسه حياته ( بخار يظهر قليلا ثم ينحل ) ( إنما كخيال يتمشي الانسان مز ٣٩ : ٦ ) . وهناك كنوز سماويه تصلح ان تكون هدفا لجهاد الانسان لانها غير قابله للفساد ومأمونه وتحويل جميع الارصده نحوها هو الضمان الوحيد والاستثمار الوحيد الذي يضمن الحياه الأبدية .
٢- الحياه بين قلبين :
(سراج الجسد هو العين فان كانت عينك بسيطه جسدك كله يكون نيرا وان كانت عينك شريره فجسدك كله يكون مظلما فان كان النور الذي فيك ظلاما فالظلام كم يكون ) ... نحن امام قلبين مفتاحهما العين قلب صالح يشبه بالعين البسيطه او قل قلب طاهر يحمل عين بسيطه فما ينظره الانسان هو ما يفكر فيه وما يفكر فيه هو ما يكون شخصيته فإذا اتجه فكر الانسان وتركز علي المسيح يسوع نور العالم فأن ذهنه وقلبه يمتلئان بالنور وهكذا تصير اعمال جسده اعمال نور . العين تمثل الحق فإذا كانت عين الانسان سليمه لاستطاع ان يركزها علي الكنز وهكذا يفهم الحق . اما القلب الشرير فهو لايري النور ولا يري الا الظلمه ولايستطيع ان ينظر للسماء او يبحث عن الكنز السماوي ( مستنيره عيون اذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غني مجد ميراثه في القديسين أف ١ : ١٨ )
٣- الاختيار بين سيدين :
( لايقدر احد ان يخدم سيدين لانه اما ان يبغض الواحد ويحب الاخر او يلازم الواحد ويحتقر الاخر لاتقدروا ان تخدموا الله والمال ) كلا السيدين يدعوا الانسان في نفس الوقت ولابد للإنسان ان يختار بينهما ، اما التقوي مع القناعه فهي تجاره عظيمه لأننا لم ندخل العالم بشئ وواضح اننا لانقدر ان نخرج منه بشئ فان كان لنا قوت وكسوه فلنكتف بهما ... لان محبه المال أصل لكل الشرور الذي اذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيره وأما انت يا إنسان الله فاهرب من هذا واتبع البر والتقوي والإيمان والمحبه والصبر والوداعه ١ تي ٦ : ٥ - ١١ ) لابد ان يختار الانسان السيد الذي يفضل ان يخدمه ويلازمه وهكذا لابد ان يعرف ان خدمه الله ان كانت تحمل في ظاهرها خساره ماديه او رفض التبعية للمال ولكنها تحمل ضمانه ان هذه كلها سوف تزاد لنا وتزداد ( لكن اطلبوا اولا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم مت ٦ : ٣٣ ) .