يوم السبت من الأسبوع الثالث من الصوم الكبير
الإنجيل مت ١٨ : ٢٣ - ٣٥
في ثلاث كلمات عن قرار الغفران انه قرار شبابي .. حيث ان الغفران في الشيخوخه قد يكون ناتج عن ضعف او عدم قدره او عجز وهذا لايحسب غفرا ولكن قوه الغفران حينما يستطيع الانسان ويقدر ان يأخذ حقه او ينتقم ولكن يترك كل هذا ويغفر ... ان الغفران قرار ومنهج شبابي من الطراز الاول :
١- قرار الغفران غير محدود :
( قدم اليه واحد مديون بعشره الآف وزنه ... ولم يكن له مايوفي ... فتحنن سيد ذلك العبد وأطلقه وترك له الدين ) ... ان المبالغة في الرقم المذكور لتوضيح ان الدين كبير جداً جداً والخطأ وصل الي سبعين مره سبع مرات ... وسؤال بطرس للمسيح هو استفسار عن هل الغفران محدود ( التقليد اليهودي ثلاثه فقط ) ورغم ان بطرس أرادها الي سبعه ولكن المسيح وضعها في اللامحدود ... الغفران مسأله تتعلق بالقلب وليس بالعقل اي مفتوحه ليس لها مقاييس او أعداد . الدين هنا حوالي مليار جنيه ... هذا هو غفران الله لنا حينما نخطئ انه غفران غير محدود مهما كثر او طال او تكرر بصفه يوميه ومهما كان الانسان فاجرا او معتديا فهو سيد حنان حينما يتخذ الانسان قرار التوبه يترك له كل ذنوبه ... لذلك يطالبنا بالمثل ان نفتح قلوبنا وأرواحنا لغفران بلا شروط ، وبلا تحفظات ، وبلا عدد لكل من يخطئ إلينا .
٢- قرار الغفران مريح :
( فلما رأي العبيد رفقاؤه ما كان حزنوا جدا ) ... النفس تثقل جداً بعدم الغفران ... وثبت ان جميع الأمراض العضوية تتغير درجه شدتها ودرجه احتمالها من شخص الي اخر بمقدار ما تحمله النفس من اثقال وأهمها ثقل عدم الغفران او العداوة او ما تحمله النفس من مراره او ضغينة ... لذلك تجد نفس المرض في شخصين احدهما يبتسم ويشكر ولا يشعر بالألم كثيراً وآخر يصرخ ويتأوه باعلي صوته لان نفسه مثقاله بالهموم والذنوب وعدم الغفران ...، اخي الحبيب ان الطريق الي شفاء النفس هو قرار الغفران لكل من أساء إليك .. انه قرار الراحه علي الارض وقرار احتمال اي الآلام بدون ضجر . انه قرار مريح ليس لك فقط بل أيضاً لمن حولك ( فلما رأي العبيد رفقاؤه ما كان حزنوا جدا ) ... كم هي راحه الزوجه والأولاد حينما يصالح الزوج أهل زوجته او العكس وكم هو الحزن الذي يلحق بالجميع من جراء عدم المغفره وخاصه لو كانت لأخيك .
٣- قرار الغفران قرار مصيري :
( فهكذا ابي السماوي يفعل بكم ان لم تتركوا من قلوبكم كل واحد لاخيه زلاته ) ... انه قرار الدخول او الخروج الي الأبدية ... انه قرار لا رجعه فيه لان المسيح دفع دمه لكي تحصل علي الغفران انها قضيه هامه ودقيقه لانها تخص عمل الصليب بقدار مفغرتك للآخرين بقدر اشتراكك في الصليب ، الشخص الذي لا يغفر سوف يدان ويحاسب وبالطبع سيكون في الميزان شريرا ( أيها العبد الشرير ) رغم انه كان منذ قليل بارا ومغفوره له كل خطاياه ولكن بعد ان ترك ألرحمه والغفران تذكر الله له شره ( أفما كان ينبغي انك انت أيضاً ترحم العبد رفيقك كما رحمتك أنا ) ... ( وغضب سيده وسلمه الي المعذبين ) ... انها قضيه خطيره تحسم مصيرنا الأبدي نرددها كل يوم في صلواتنا ( اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا ) ... اذا ينبغي ان ننمي طبيعه الغفران والرأفه والرحمه والمحبه تجاه الآخرين لانها الطريق السهل لعدم الدينونه وفتح أبواب الملكوت والغفران لخطايانا مهما كان عددها او كميتها او ثقلها