يوم السبت من الأسبوع الرابع من الصوم الكبير
الانجيل مت ٢١ : ٣٣ - ٤٦
في ثلاث كلمات عن الجرأة المهلكة ( أولئك الأردياء يهلكهم هلاكا رديا ) .. التي تؤدي بصاحبها الي الهلاك من خلال مثل الكرامين الأردياء :
١- الجرأة في فعل الخطيه :
( فأخذ الكرامون عبيده وجلدوا بعضا .... وقتلوا بعضا ... ورجموا بعضا .... ) .... ما هذه القسوه في فعل الخطيه وكيف وصلوا الي قساوه القلب بهذه ألطريقه ... والمقابل ان رب البيت ( غرس كرما واحاطه بسياج وحفر فيه معصره وبني برجا ) .... ماذا يصنع لكرمي وانا لم اصنعه آش ٥ : ٤ ... وهنا الجرأة في فعل الخطيه تزداد قسوه حينما يكون فضل الله علي كثيرا ... انها الجرأة المهلكة التي تطيح بكل احسانات الله وتتنكر لكل أفعاله ورعايته للإنسان ... لاحظ هنا ان القساوه مكتسبة من كثره فعل الخطيه يتقسي القلب وينتقل من خطيه الي خطيه ( جلد ، رجم ، قتل ) ومن تمرد الي تمرد ومن رفض الي رفض . اخي الحبيب لقد أودع الرب ملكوته او كرمه بين أيدينا اما ان نتعامل معه بالحب والرحمه وأما ان تتقسي قلوبنا وننتقل من خطيه الي اخري بجرأة مهلكه لنا
٢- الجرأة في تكرار الخطيه :
( ثم أرسل أيضاً !!!! عبيدا اخرين اكثر !!!!! من الأولين ففعلوا بهم كذلك .... وفي باقي الاناجيل يقول عبدا اخر فقتلوه ) انه صوت الله حينما يرسله لك لافتقادك ولطلب اي ثمر من نفسك ( ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم ) ... ان فعل الخطيه دائماً يكون مصحوبا بالندم ولكن حينما تتكرر الخطيه ويعتادها الانسان ويتجرأ علي تكرارها يكون قد وصل الي قساوه القلب ورفض الله له ( كم من مره أردت ولكنك لم تريدي ... هوذا بيتكم يترك لكم خرابا ) . اخي الحبيب ان قول الكتاب ( وسافر ) وفي لوقا ( سافر زمانا طويلا ) لا ينطبق علي الزمان بل يعني احتمال الله طويلا وطول أناته واعطاءه فرصه للتوبه والإثمار ولكن احيانا يتقسي قلب الانسان من طول غياب صاحب الكرم فيتأمر علي نفسه وعلي صاحب الكرم غير عالم ان هذا هو طريق الهلاك .
٣- الجرأة في ترك حجر الزاوية :
( ( الحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأس الزاوية ) ... هذا هو الحجر الرئيسي الذي يحمل البناء كله ... الابن البار يهتم بالأساس في بناء حياته .... الرفض والتمرد أساس الهلاك ... ( اسمع ياابني تأديب ابيك ولا ترفض شريعه أمك ام ١ : ٨ ) ... ( الابن الحكيم يسر أباه والابن الجاهل يحزن أمه ام ١٠ : ١ ) ... حجر الزاوية هي النصيحة والمشوره من فم الابن الذي دائماً يأتي شخصيا لافتقاد أولاده والسؤال عن كرمه ( طريق الجاهل ( الكرامون الأردياء ) مستقيم في عينيه وأما سامع المشوره فهو حكيم ام ١٢ : ١٥ ) ... اخي الحبيب لا تستنفذ كل وداعه المسيح وحلمه وكثره لطفه وطول أناته وشده إحسانه ... لان الذي يرفض الخلاص يدخل الدينونه ... ومخيف هو الوقوع في يدي الله الحي عب ١٠ : ٣١ ... واعلم ان الذين يقاومون المسيح والحق والذين يعثرون فيه سوف يترضضوا اي يصابوا بكسور وسوف يقع عليهم فيكون نصيبهم السحق ولا يلام الحجر فقساوه قلوبهم حولت صخره البنيان الي صخره سحق وهدم ودينونه .