يوم الاثنين من الأسبوع الخامس من الخماسين المقدسه
الانجيل يو ٣ : ٢٥ - ٣٠
ينتهي هذا الأسبوع بسؤال القديس توما عن ( كيف نقدر ان نعرف الطريق ) قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياه . لذلك استكمالا للعنوان الرئيسي ( سر المعرفه ) ( لاعرفه وقوه قيامته وشركه آلامه ( طريق الصليب ) )
لذلك سيكون تأملنا طوال الأسبوع عن لاعرفه من خلال طريق الصليب ( شركه آلامه )
في ثلاث كلمات عن طريق الصليب والمعرفه من خلال كلمات صديق العريس ( يوحنا المعمدان )
١- طريق الصليب هو عطيه من الله :
( أجاب يوحنا وقال : لايقدر إنسان ان يأخذ شيئا ان لم يكن قد أعطي من السماء ) .... المسيح اخذ طريق الصليب بإرادته كعطيه من الله مطيعا حتي الموت ... قد يتضايق البعض من طريق الصليب ( طريق التجارب والآلام والضيقات ) وقد يصلي البعض رافضا ان يدخله الرب هذا الطريق ناسيا انه طريق النصره وانه عطيه وهبه من الله للذي يحبه ( الذي يحبه الرب يؤدبه ) بل رفع الله الألم لمستوي الهبه ( لانه وهب لكم لأجل المسيح لا ان تؤمنوا به فقط بل ان تتألموا لأجله فئ ١ : ٢٩ ) ... انه أيضاً ليس هبه فقط بل هو طريق سر المعرفه ( لاعرفه من خلال قوه القيامه وشركه الآلام ) ففيه تري وتشترك مع المسيح المتألم .
٢- طريق الصليب هو طريق التوبه :
( من له العروس ( النفس التائبه ) فهو العريس ( المسيح ) وأما صديق العريس ( الخادم ) الذي يقف ويسمعه فيفرح فرحاً من اجل صوت العريس ( قد اكمل !!!!! ) اذا فرحي هذا قد كمل !!!!!! ) نحن يااخوه امام مقابله مذهلة بين سماع صديق العريس وهو متألم ولكن قلبه مسورا علي الصليب وهو يقول بأعلي صوته ( قد اكمل ) معلنا نهايه زمان غربه الانسان وزمان وجوده في الجحيم الي زمان معيه الانسان وزمان انتقاله من الجحيم الي الفردوس ... ومقابله اخري مساويه للأولي وهي فرح العريس بتوبه العروس وفرح الخادم ( صديق العريس ) انه اكمل توبه وخلاص العروس ... ان فرح صديق العريس ( الخادم والخادمه ) حينما يجوز طريق الصليب ( طريق الصعاب ) ويبذل كل الجهد والوقت في سبيل غسل العروس وتطهيرها ( وحدثت مباحثه من تلاميذ يوحنا مع يهود من جهه التطهير ) وتقديمها عروس عفيفه للمسيح . ان توبه النفس وخلاصها هي معني الصليب الذي تألم عليه المسيح ومات ليخلص كل البشريه الساقطه .
٣- طريق الصليب هو طريق إنكار الذات :
( ينبغي ان ذلك يزيد وأني أنا أنقص ) من أراد ان يتبعني فينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني ).... إنكار الذات ليس سهلا بل هو عمليه شاقه جداً وفي إنجيل اخر يقول ( من أراد ان يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني لان من أراد ان يخلص نفسه يهلكها مت ١٦ : ٢٤ ) اذا نحن امام عمليه أماته ( فليكفر بنفسه ) للجسد وقمع للجسد ( اقمع جسدي ) حتي ان الانسان يشعر انه اقل الموجودين بل ربما الاقوي انه يحس انه غير موجود ... يااخي الحبيب الذات أهلكت ومازالت تهلك كثيرين ... الذات كفيله ان تضيع كل جهاد الانسان وكل صدقاته وكل اتعابه ... لذلك طريق المعرفه لله بعمق ان تصلب معه ( صلب الأهواء والشهوات ) وان تنسي نفسك وكرامتك ( أنتم مكرمون اما نحن فبلا كرامه ) ... انه طريق شاق وطويل ولكن ان سلمت نفسك لله يكون سهلا .... انه طريق صديقنا المعمدان الذي بدأ بحياته بالترك ( في الحياه ( البريه ) وفي الملابس( وبر الإبل ومنطقه من جلد ) وفي الأكل ( جرادا وعسلا وعسلا بريا مر ١ : ٦ ) .. اعرف تم الان لماذا سمينا فصل اعداد الخدام ( فصل القديس يوحنا المعمدان ) لكي ندخل الي سر المعرفه من خلال تمثلنا بصديق العريس الذي اختبر إنكار الذات .