يوم السبت من الأسبوع الخامس من الخماسين المقدسه
الانجيل يو ١٤ : ١ - ١١
في ثلاث كلمات عن لاعرفه وشركه آلامه اي شركه طريق الصليب
١- طريق الصليب هو طريق السلامة :
هذه البارادوكس ( فعل عكس فعل ) هو من خصائص المسيحيه ... كيف يكون طريق الصليب المملوء بالصعاب والاشواك واللطم والإهانات هو طريق السلامه ؟؟؟ ببساطه شديده لانه مؤمن بكلمات المسيح ( لا تضطرب قلوبكم ) .... ان آمان الانسان الوحيد وسلامته هو في تطلعه نحو الله والإمساك به ، فإذا ركز الانسان فكره في الواقع المفزع الذي أمامه اي ان كان سببه سوف يغرق في الحال وتبتلعه أمواج الشك واليأس والخوف وهذا ما حدث للقديس بطرس الرسول ( ولكن لما رآي الريح شديده خاف !!!!! وإذ ابتدأ يغرق صرخ قائلا يارب نجني !!! ففي الحال مد يسوع يده وأمسك به !!!! مت ١٤ : ٣٠ ) او ببساطه لما ركز رؤيته في الريح فقد رؤيته للمسيح وهكذا فقد قاعده ثبوته في المسيح . يااخي الحبيب سأقول لك قاعده ذهبية لكي تعيش كلمه لا تضطرب قلوبكم !! في كل ضيقه او مشكله او كارثة ركز نظرك علي المسيح ولا تركز علي المشكله !!! ضع المسيح بينك وبين المشكله فلن تري المشكله بل سوف تري وجهه الحبيب الذي يملأ قلبك بالسلامة وينزع منه الاضطراب .
٢- طريق الصليب هو طريق الايمان :
( أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي )
طريق الايمان طريق صعب يحتاج الي قلب وعقل وعاطفه وصراع من شياطين التشكيك وشياطين الإلحاد وهنا يلزم العقل البشري ان يرتفع فوق القصور المادي للأمور لان طبيعه الله ليست طبيعه ماديه او عقليه لكي يستوعبها الانسان في عقله المحدود او محيط عقله المادي بل يتجاوز هذا بالإيمان ... ان الايمان بالمسيح عطيه فائقه ينبغي الا يشك فيها الانسان ( ليحل المسيح بالإيمان في قلوبكم وأنتم متأصلون ومتأسسون في المحبه أف ٣ : ١٦ ) ولكنها لاتعطي الا للمجاهدين والطالبين لوجهه الله والذين يجاهدون في طريق المحبه وثابتيين في المحبه .. يااخي الحبيب ان طريق الايمان طريق سهل للبسطاء والانقياء ( طوبي للانقياء القلب لأنهم يعاينون الله مت ٥ : ٨ ) وطريق صعب ووعر للذين يستخدمون العقل ويتركون البساطه .... ليت الرب يعطينا بساطه القلب فنحمل الصليب دون اي شعور بالتعب او العناء وهنا نكون بلغنا قمه الايمان .
٣- طريق الصليب هو طريق المعيه الدائمه مع الله :
( حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً ) ( لاعرفه وشركه آلامه ) ... ان طريق الصليب هو الطريق الذي سار فيه سمعان القيرواني في معيه المسيح يحمل الصليب معه تاره من الزمن ... انه طريق العرس وحفل العريس والعروس معا والعروس في معيه العريس مزينه بكامل زينه العريس وعلي رأسها تاج حبه ودمه الذي اشتراها بهما .... انه طريق الكيان غير المفترق والمعيه الدائمه التي تبدأ علي الارض وتكتمل في السماء ( هؤلاء هم الذين يتبعون الخروف حيثما ذهب لأنهم بلا عيب قدام عرش الله رؤ ١٤ : ٤ ) وهذه هي الطلبه التي طلبها المسيح في صلاته الاخيرة في يوحنا ١٧ ( أيها الاب اريد ان هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا !!!!! لينظروا مجدي الذي أعطيتني يو ١٧ : ٢٤ ) هذه يااخي هي صلاه المسيح وطلبته لأجلك ولا جلي ... هو يطلب بدموع المعيه الدائمه معك ليعطيك المجد !! فهل ترفض ؟؟؟ ام تقول أنا غير مستحق لكل هذا الحب !!!