يوم الثلاثاء من الأسبوع الرابع من الصوم الكبير
الإنجيل لو ٩ : ٥٧ - ٦٢
في ثلاث كلمات عن الجرأة كمنهج شبابي من اعظم مناهج التوبه وان التوبه وإقرارها فعل جرأه
١- التبعية بلا مأوي جرأه :
( للثعالب أوجره ولطيور السماء أوكار وأما ابن الانسان فليس له أين يسند رأسه ) ... ان قرار التبعية والتلمذه للمسيح وترك كل شئ وان يكون الانسان علي استعداد للتخلي عن كل الرباطات حتي الاسريه هو قرار جرئ .. كيف يستطيع إنسان ان يترك كل شئ كما فعل التلاميذ وينتقل من بلد الي اخر وليس له مأؤي .... أليس مافعله أبونا ابراهيم حينما قرر ان يسير وراء الله ( وهو لا يعلم الي أين يذهب عب ١١ : ٨ ) فعل جرأه ومغامره مع الله لايحسب مداها الا الذين قرروا ان يسيروا معه بلا اي تحفظات او معطلات . أليس التغرب عن الجسد هو منتهي الجرأة لكي تستوطن عند الرب ( فنثق ونسر بالاولي ان نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب ٢ كو ٥ : ٦ - ٨ ) . الترك من اجل التبعية جرأه كبيره وأمر عاجل وقرار مصيري لا يحتمل التأجيل حتي ولو كان الاهتمام بأقرب الناس ( دع الموتي يدفنون موتاهم ) .
٢- المناداة بالملكوت جرأه :
( وأما انت فاذهب وناد بملكوت الله ) ... ان تذهب السامرية تنادي بالملكوت ويدعوه الناس لرؤيه يسوع وهي خاطئة وزانيه أليست هذه جرأه ... ان يذهب معلمنا بولس الذي كان قبلا شاول مضطهد الكنيسه والمفتري علي أولادها وينادي بالملكوت أليست هذه جرأه ( حتي التلاميذ كانوا خائفين من كرازته في البداية ) ... المسيح هنا يحث الانسان علي خدمه الموت الروحي الذي تصنعه الخطيه في الانسان وان ينادي كل إنسان بالملكوت حتي ولو كان من اعتي الخطاه وحتي ان كات مات هو بالخطيه قبل ذلك ولكنه قام فلا يفكر في ايام موته بالخطيه ( دع الموتي يدفنون موتاهم ) . ( ان ملكوت الله يغصب ( بجرأة ) والغاصبون يختطفونه ) ... انها دعوه لاغتصاب الملكوت ثم المناداة فورا به كفعل داخلي وتلقائي لمن تذوق حلاوته .
٣- النظر الي الامام جرأه :
( ليس احد وضع يده علي المحراث وينظر الي الوراء يصلح لملكوت الله ) ... انها دعوه للنظر للإمام ... الجرأة هي النظر الي الامام والضعف هو النظر للخلف وترك الانسان إرادته للماضي واشتهاء قدور اللحم التي في ارض مصر ... انها النكسه في الطريق لمن وضع يده علي المحراث ... كل إنسان تشده الارتباطات الاسريه او أهل بيته ( أودع الذين في بيتي ) ... وقد يكون أهل بيته هي الاشتياقات والرغبات القديمة وخبرات الخطيه والودائع الماليه والأملاك الارضيه واشتياق الانسان الي التواجد بها والحوار عنها ... لقد قال الكتاب صراحه ( أعداء الانسان أهل بيته مت ١٠ : ٣٦ ) ... فهل بعد هذا يمكن لأهل البيت ان يجعلوا الانسان ينظر الي الوراء ... ان امرأه لوط هلكت لانها نظرت للوراء ونجا لوط لانه لم ينظر الي الوراء ... النظر للإمام منهج شبابي ... انظر الي الامام وانسي الماضي لان الله نفسه نسي الماضي والقاه في بحر النسيان ( خطاياهم لا أعود اذكرها ) .