يوم الخميس من الأسبوع الرابع من الصوم الكبير
الانجيل لو ١٨ : ٣٥ : ٤٣
في ثلاث كلمات عن الاعمي ابن تيما وعن جرأته في طلب الشفاء ورغبته في الأبصار ( التوبه ) واستجابه المسيح له وعن مفهوم الجرأة كاقصر الطرق للحصول علي التوبه والخلاص :
١- الجرأة هي الصراخ بلا قيود :
( فصرخ قائلا : يا يسوع ابن داود ارحمني ، فانتهره المتقدمون ليسكت ، اما هو فصرخ اكثر كثيراً : ياابن داود ارحمني ) لقد تكاثرت الأصوات حوله لتسكته ... هذا هو حال الخاطئ حينما يريد ان يخلص ترتفع أصوات الشياطين وتقول له ليس لك بخلاص بالهك ... كيف تطلب وانت إنسان بائس وتعيش في الظلمه والخطيه ... انها قيود يضعها الشيطان لكي يمنعه من الصراخ وطلب معونه الله .... المفتاح الحقيقي للدخول الي قلب الله هو اللجاجه والصراخ فالذي قدم دمه وحياته فديه للخاطئ يعرف كيف يحتضن الحزين والمتألم ... قف أصرخ من قلبك ولا تدع اي قيود تمنعك مهما كانت وقل مع اعمي اريحا ومع داود النبي ( ارحمني يارب لآني ضعيف ( اعمي يستعطي ) اشفني يارب لان عظامي قد رجفت ونفسي قد ارتاعت جداً وانت يارب فحتي متي مز ٦ : ٢ )
٢- الجرأة هي طلب الشفاء بلا تردد :
لقد جاءت اليه فرصه طلب الشفاء وهي فرصه ثمينه ان يعبر الرب أمامه فيكف يضيعها ومن يدري ان كانت تتكرر ثانيه ام لا .... هي لحظه تأخير واحده وكانت فرصه النور والحياه تكون قد ضاعت منه ... لقد كان يحس ذلك ( لانه يقول في وقت مقبول سمعتك وفي يوم خلاص اعنتك ، هوذا الان وقت مقبول ، هوذا الان يوم خلاص ٢كو ٦ : ٢ ) ... ان الخاطئ دائم التردد في طلب الشفاء وفي قرار التوبه ، ولكن لنتعلم من هذا الاعمي الا نتردد وإلا نضيع الفرصة ... ان صراخك من اجل الشفاء امر استدعاء لمحبه ورحمه الله يقابله الله بالاستجابة والوقوف في الحال أمامك لسماع طلبك ... ان اعظم طلبه وتوقف المسيح في الحال ويستجيب في الحال هي كلمه .... ارحمني ..... ، ان صراخ طلب ألرحمه والشفاء يستجاب في الحال ( فوقف يسوع ) ورد فعل الله في الحال ( ماذا تريد ان افعل بك ) ياسيد ان ابصر فقال له يسوع ابصر إيمانك شفاك ( وفي الحال ابصر )
٣- الجرأة هي التبعية والتمجيد في اي مكان :
( وفي الحال ابصر ، وتبعه وهو يمجد الله ، وجميع الشعب اذ رأوا سبحوا الله ) .... ، قد يشفي الانسان او قد يري عمل الرب في حياته او احسانات الرب له ولكنه يخاف من التبعية لئلا يخسر أموالا او شهوات او مكاسب ارضيه مثل الشهره او المركز الأدبي ، وآخر يخاف من ان يحدث بمجد الله في كل مكان ولكن التائب الحقيقي لا يخاف بل لديه جرأه ورغبه ان يتحدث في كل مكان عن صنيع الرب معه وهذه الجرأة جزء لايتجزأ من مسيره التوبه ... انها شجاعه الشهادة والتبعيه في الحال للرب ( فليضئ نوركم هكذا امام الناس لكي يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذي في السموات مت ٥ : ١٦ ) ..( لأنكم قد اشتريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله ) ... جرأه التبعية والتمجيد اعلان عن رد الجميل لمن انقذك ونقلك من الظلمه الي نوره العجيب .