يوم السبت من الأسبوع الثاني من الخماسين المقدسه
الانجيل يو ٦ : ١ - ١٤
في ثلاث كلمات عن ( لاعرفه ) من خلال هذه المعجزه التي تحمل اسرار سر الافخارستيا ( الجسد والدم ) :
١- لاعرفه خارج الحسابات العقليه :
( فقال لفيلبس من أين نبتاع خبزا ليأكل هؤلاء وإنما قال هذا ليمتحنه لانه علم ما هو مزمع ان يفعل أجابه فيلبس ، لا يكفيهم خبز بمئتي دينار ليأخذ كل واحد منهم شيئا يسيرا ) .... نحن امام محاوله يائسة لمعرفه الرب من خلال العقل ( نظره الملحد لله ) وهذا هو فيلبس الذي سار زمانا مع الرب ولم يعرفه ( ياسيد إرنا الاب وكفانا )..... فقال له ( أنا معكم زمانا هذه مدته ولم تعرفني يا فيلبس ) ... هو يتبع المسيح ولكن بحساباته الخاصه وفي أضيق حدود الايمان الشكلي ... انه الايمان الميت والمعرفه العقليه التي التي تحصر الله في أضيق وأضعف المفاهيم ... يااخي الحبيب ان معجزه الخمس خبزات وضعت لكي تقدم لكل ملحد وكل إنسان يعيش علي الحسابات العقليه او يحاول ان يتعرف علي الله من خلال حساباته درسا عمليا يتخطي الحسابات العقلية ويقفز بها الي الفيض والشبع والملئ ... ( تعرفني ( المعرفه من الله وليس من عقلك ) سبل الحياه أمامك شبع سرور وفي يمينك نعم الي الابد مز ١٦ : ١١ ) .. هذا كان درسا لفيلبس وللكنيسه ولكل إنسان يحسبها .
٢- لاعرفه من خلال الافخارستيا :
( وأخذ يسوع الارغفه وشكر ووزع علي التلاميذ والتلاميذ أعطوا المتكئين ...) القديس يوحنا اللاهوتي يضع هذه المعجزه علي مستوي افخاريستي سري ويجمع رموز وأفعال الافخارستيا وسر الذبيحه معا في هذه المعجزه .... فهو يبدأ المعجزه بالاشاره الي الفصح اي خروف الفصح الذي هو رمز الافخارستيا القوي في العهد القديم ( وكان الفصح عيد اليهود قريبا ) ، ثم يربط بين ذبيحه الصليب التي لم يكسر منها شيئا ( وأما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه لأنهم راؤه قد مات ليتم الكتاب القائل عظم لا يكسر منه يو ١٩ : ٣٣ ) فبرغم ان باقي الاناجيل ذكرت فعل الكسر لكن يوحنا لم يذكره لكي ما يربط لاهوتيا بين الفعل الافخاريستي الملازم للذبيحه الحيه علي الصليب وبين لفعل الافخاريستي الذي أجراه علي الخمس خبزات والسمكتين ... وكأنه يقول ان الخبز لايكسر بل يعطي ككل ( من يأكلني يحيا بي ) نحن يااخوه لانتناول كسره خبز بل المسيح كله مكسور او مذبوحا ؟؟؟؟؟؟؟ كما نلاحظ ان كلمه شكر ووزع علي التلاميذ تأتي بنفس الوضع الافخاريستي كما جاء في العشاء الأخير . انه سر المعرفه
٣- لاعرفه من خلال الامتلاء :
( فلما شبعوا ، قال لتلاميذه اجمعوا الكسر الفاضله لكي لايضيع شئ ، فجمعوا وملأوا اثنتي عشره قفه من الكسر من خمسه أرغفه الشعير التي فضلت عن الاكلين ( لاحظ انه ذكر الخبز ولم يجمع من السمك ) )
الأصل اليوناني لكلمه شبعوا معناها امتلأوا والقديس يوحنا لايقصد هنا الملئ او الشبع الجسدي بل هنا يعني الشبع النفسي والراحه والسرور والفرح ... انهم أكلوا من الخبز الحي أكلوا طعاما روحيا ... انه طعام الافخارستيا ... انها مائده الرب من يتقدم اليها يشبع ولا يجوع ولا يعطش لماء العالم ... يااخي الحبيب حينما تري الفرح والسرور والبركه تملأ حياتك أصرخ مع معلمنا يوحنا الحبيب وقل هو الرب ... حينما تتقدم الي الجسد والدم وتخرج فرحا متهللا قل هو الرب ... حينما تنتقل من الحزن والضيق والخوف والاكتئاب الي الفرح والسرور والشجاعه والسعادة قل هو الرب ... الامتلاء هو سر معرفه الرب للنفوس المحبه والجائعه اليه