الأحد الثالث من الخماسين المقدسه
الانجيل يو ٤ : ١ - ٤٢
وصلنا الي السامرية صاحبه تأملات الأسبوع الماضي ( لاعرفه واكرز ) اعظم كارزه لأهل السامرة والتي منها سوف نتعلم فنون الكرازه وقوتها :
١- لاعرفه واكرز بعدم العطش الي الابد :
( من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش الي الابد ) انه قضيه الانسان منذ الخليقة والي نهايه العالم ... انه يلهث طوال حياته بحثا عن الارتواء والإحساس بعدم العطش ... انه سعي الانسان نحو الابديه السعيده حيث ( لايجوعون ولا يعطشون ولا يضربهم حر ولا شمس لان الذي يرحمهم يهديهم والي ينابيع المياه يوردهم اش ٤٩ : ١٠ ) ... لذلك يااخي الخادم انت محتاج ان تكرز بهذا الماء الحي الذي تقدمه للعطشان فيرتوي ... انت محتاج ان تقدم ما هو يشبع ويروي ويملئ فلا يعود المخدوم الي الأشياء التي في العالم التي تأخذ منه قبل ان تعطيه ... انها الكرازه للنفوس المتعبه التي جرت وراء الملذات وراء الغرور والمال وراء الشهوات من كل نوع .... احذر يااخي الخادم ان تكون كرازتك كلاما رنانا او سرابا وليس ماءً حيا .... نحن نكرز بالمسيح الحي الذي ارتوينا نحن به اولا ثم نقدمه للآخرين كخبره حيه وكنفوس اختبرت وعاشت وارتوت من الماء الحي فصارت ينبوع ماء ينبع الي الابد .
٢- لاعرفه واكرز بالروح والحق :
( ولكن تأتي ساعه ( ساعه الصليب ) وهي الان ( نحو الساعه السادسه ) حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق ) ... أنت تكرز بالعباده الحقيقيه والتدين الحقيقي بعيدا عن عباده الحرف ( اليهود ) وبعيدا عن العباده المزيفه والمريضه ( السامريين ) .... ( أنتم تسجدون لما لستم تعلمون ) .... السجود والعباده هي عمليه اتصال بالله وهذا لايمكن ان يتم بالعنصر الجسدي ( لان الروح هو الذي يحيئ اما الجسد فلا يفيد شيئا يو ٦ : ٦٣ ) . يااخي الحبيب نحن نكرز للنفوس البعيدة والقريبه ونحاول ان نوصل لهم ان العباده في اي مكان وأي زمان وليست محصورة في مكان معين ( أورشليم او السامرة ) لانه بصلب المسيح وقيامته انتهت الذبائح والهياكل وصار هو الذبيحه الوحيده للخلاص ... علم أولادك الحق وعباده الروح وأخرجهم من المفاهيم المريضة والمزيفه حتي لايبعدوا عن الكنيسه ... قدم له مسيح الطريق والشارع المرافق له والذي يحبه بلا اي تحفظات .
٣- لاعرفه واكرز بتعال وانظر :
( وقالت للناس هلموا انظروا !!!!!! إنسانا قال لي كل ما فعلت .. العل هذا هو المسيح ؟؟؟؟ ) يااخي الحبيب لاتكن مثل كثير من الطوائف التي تلهب مشاعر الناس لتقدم لهم مسيحا في الخيال او بعيدا عن الواقع ... لا تتكلم كثيراً عن جمال منظره او حلاوه عشرته بل قل كلمه واحده للمخدوم تعال وانظر ... أليس سؤال نثنائيل مازال يتردد علي لسان كل شبابنا البعيد حين تكلمه علي الله ( أمن الناصره يمكن ان يكون شئ صالح ؟؟؟ من قال ان الكتاب صحيح او صالح من قال ان الصوم او الصلاه صحيح او صالح من قال ان الكنيسه يخرج منها شئ صالح من قال ان الاجتماع صالح ) لا تتكلم كثيراً فقط قل له تعال واحضر وانظر وقيم بنفسك ... لتتقدم له وجبه عظيمه من الكلمات هو يريد ان يأكل ويتأكد بنفسه ... أليس هذا ما قاله داود ( ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب ) ... لقد قدمت السامرية نموذج حي للكرازة بثياب التوبه وأكاليل القداسة فوق رأسها وانجيل البشارة في قدميها .