يوم الاثنين من الأسبوع الرابع من الخماسين المقدسه
الانجيل يو ٨ : ٣٩ - ٤٢
ينتهي هذا الأسبوع بالحديث عن المسيح كنور للعالم وعن الدعوه للسير في النور ( فسيروا في النور مادام لكم النور ) لذلك سيكون حديثنا طوال هذا الأسبوع عن لاعرفه وقوه السير في النور وان النور هو السبيل لرؤيه المسيح :
١- السائرون في النور يتكلمون بالحق :
( الان تطلبون ان تقتلوني وانا إنسان قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله ) السائرون في النور لا يخافون كلمه الحق حتي لو دفعوا حياتهم وحتي لو طلبوا الناس قتلهم أليس هذا ماحدث مع يوحنا المعمدان . ( الشيطان لم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق متي تكلم بالكذب فإنما يتكلم مما له لانه كذاب وأبو الكذاب عدد ٤٤ ) ... الحق يااخي الحبيب هو الا تكون كذابا .. والكذاب هو من ينكر الحق .... السائرون في النور لا يعرفون الكذب ولا يعرفون التزييف وهذا هو صراع الأجيال الان ... الكبار يريدون الحق او المبادئ وبعض الذين سلموا حياتهم للشيطان يريدون الباطل او تزييف الأمور او الحقائق تحت شعار الحريه او الموضه او أنتم جيل متخلف او غير متطورون او كله عادي ... هذه عبارات الشيطان الكذاب المزيف للحقائق والمبادئ التي لاتتغير ولا تشيخ .
٢- السائرون في الظلمه يعملون اعمال الظلمه :
( أنتم تعملون اعمال أبيكم ( ابليس ) .... السائرون في الظلمه هم اولاد ابليس فبعد ان كانوا أبناء الله وكانت اسرائيل أمهم طلقها الله من اجل ذنوبهم ( من اجل ذنوبكم طلقت امكم اش ٥٠ : ٢ ) ... ( أنتم من أب هو ابليس وشهوات أبيكم تريدون ان تعملوا ) كلمه تريدون في اليونانية تأتي في صيغه الإصرار ... أليس هذا ما نراه الان في السائرين في الظلمه وهو الإصرار والعناد والمكابره كما لو كان الشيطان تقمص شخصيته ... ويتحول الشخص البسيط الوديع المسالم الحلو الأخلاق الي شخص عصبي غضوب ... سريع الانفعال .. سريع المقاومة لكل الأفكار والارآء رافضا كل فكره روحيه او حتي عقليه او منطقيه ... متسائلا عن كل كبيره وصغيره ... من أين ؟ اثبت لي ؟ كيف عرفت ؟ من قال ؟ الشخص المهاجم دائماً لمن حوله ... معاندا بلا هوادة ... يااخي الحبيب ان منهج السائرون في الظلمه هو عداوه لا تهدأ من جهه الحق ومهاجمته والازدراء بالإيمان ومسلماته ومبادئه .
٣- السائرون في النور يفهمون كلام الله :
( لماذا لا تفهمون كلامي ... لأنكم لا تقدرون ان تسمعوا قولي ) يااخي الحبيب الفهم يحتاج الي أذان روحيه خاصه عندها قابليه للسمع والطاعه ( من له أذنان فليسمع ما يقوله الروح للكنائس رؤ ٢ : ٧ ) ... الذي يسير في النور .. النور يكشف عن عينيه فيري ما لا يراه الآخرون كما طلب اليشع لتلميذه جيحزي ( اكشف يارب عن عيني الصبي ) .... النور ينير العينيين عن بعد ويرفع مستوي قلب الانسان وروحه لمستوي المعرفه والتعلم ( تعلموا مني لآني وديع ومتواضع القلب ) ... الأذان الروحيه الفاهمه لكلام الله يلزمها أراده للسمع واشتياق للسمع وإيمان بما يسمع واراده لتنفيذ ما يسمع ( أنتم أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به يو ١٥ : ٣ ) ... يااخي الحبيب افهمت الان لماذ كان يطيب للمسيح ان يفتح أعين العمي ويفتح أذان الصم ليس كمعجزات شفاء فقط ولكن كآيات لعمل كلمه الله في طبيعه الانسان الخاطئ ( اسمع هذا أيها الشعب الجاهل والعديم الفهم الذين لهم عيون ولا يبصرون ولهم أذان ولا يسمعون أر ٥ : ٢١ )