الأحد الرابع من الخماسين المقدسه
يو ١٢ : ٣٥ - ٥٠
في ثلاث كلمات عن اخر نصيحه قدمها المسيح له المجد لليهود عن فرصتهم الاخيرة في ادراك النور الذي هو سبب قوه السائر في طريق الرب :
١- النور له زمان :
( فقال لهم يسوع النور معكم زمانا قليلا ( عمر الانسان ) بعد فسيروا مادام لكم النور ) نور المسيح في الحياه زمنه قصير لانه مرتبط بعمر الانسان علي الارض وبعد ذلك اما الي النور الأبدي او الظلام الأبدي . قيل عن المرأه ايزابل في سفر الرؤيا ( اعطيتها زمانا لكي تتوب عن زناها ولم تتب رؤ ٢ : ٢١ ) ... او بمعني اخر الله يريدك ان تنتهز فرصه الحياه اي ان كان عمرك وأي ان كان وقت مجيئك للعمل معه حتي ولو كانت الساعه الحادية عشر ( اخر العمر ) بالقدر القليل الذي عندك وحتي بالإيمان القليل الذي يملأ قلبك وفكرك تقدم خطوه واحده نحو النور وهو سوف ينير لك الطريق كله .... يااخي الحبيب احذر ان يختفي النور ( ثم مضي واختفي عنهم ) ... احذر ان يقف العريس طويلا يطرق باب قلبك وانت تتلكأ في ان تفتح له وتتحجج ( قد خلعت ثوبي فكيف البسه قد غسلت رجلي فكيف اوسخهما ، حبيبي مد يده من الكوه فأنت عليه أحشائي ) ثم تمرر الخطيه حياه الانسان ( قمت لافتح لحبيبي ويداي تقطران مرا واصابعي مر قاطر علي مقبض القفل ) والنتيجه المره للتأجيل والتأخير ( فتحت لحبيبي لكن حبيبي تحول وعبر !!!!!!!! رؤ ٥ : ٣ - ٦ )
٢- الظلام له زمان :
( لئلا يدركم الظلام والذي يسير في الظلام لا يعلم الي أين يذهب ) اي كان نوع الظلام ( خطيه ، تجربه ، الم ، مشكله ، جحود ، ضيق ، اكتئاب ، حزن ، اضطهاد ، جوع ، عري ، خطر ، سيف كما قال معلمنا بولس رو ٨ : ٣٥ ) الله يااخي الحبيب لايسمح أبدا ان زمان الظلام يطول عليك حتي وان لم تطلبه فهو نور وقادر ان يجري نحوك بنوره ليزيل الظلمه ... حتي ولو كنت ولدت في الظلمه ( المولود اعمي ) ... حياه الايمان علمتنا ان الظلمه لها زمان وان شمس البر سوف تشرق في حياتك والكتاب علمنا ان اعظم اعمال الله تتم في الساعه الحادية عشر وتتم عندما يبدأ النهار يميل ... ثق يااخي ان الظلمه لها زمان واصرخ الي الله ان ينجيك منها لأنك ان رفضت صوت الله ونور الله فسوف ( يمضي ويختفي عنك ) وتكون انت برغبتك فضلت الظلمه عن النور وينطبق عليك ما قاله اسطفانوس ( ياقساه الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان أنتم دائماً تقاومون الروح القدس اع ٧ : ٥١ )
٣- الافتقاد له زمان :
( ومع انه كان قد صنع أمامهم آيات هذا عددها ولم يؤمنوا به ) ... الله دائم الافتقاد والإشراق علي النفس البشريه بكل انواع الآيات والمعجزات والتجارب أيضاً لعل النفس تعرف ان افتقاد الرب إنما ليقودها الي التوبه ( وفيما هو يقترب نظر الي المدينه وبكي عليها قائلا انك او علمت انت أيضاً حتي في يومك هذا ما هو لسلامك ( توبتك ) ... لأنك لم تعرفي زمان افتقادك !!!!!! ) النتيجة ( فأنه ستأتي ايام ويحيط بك أعداؤك بمترسه ويحدقون بك ويحاصرونك من كل جهه ويهدمونك وبنيك فيك ولا يتركون فيك حجرا علي حجر ( مثال لتمكن الخطيه واستمرار رفض افتقاد الروح القدس ) .. يااخي الحبيب ان الروح القدس يظل طوال العمر يقوم بافتقاد يومي للإنسان حتي اخر لحظه في عمره ولكن ان دخل الانسان في التجديف وظل يرفض عمل الروح فيكون قد أضاع وسوف عمره بلا فائده وهنا يقف المسيح باكيا كما بكي علي أورشليم .